رئيس التحرير
عصام كامل

تجربة المسعود


محمد المسعود رجلُ أعمالٍ أُصيب بلعنةِ السياسة مُنذ زمنٍ طويل، وفي سبيل ذلك دفع أثمانا باهظة عندما كان يحاول في دائرة بولاق أيام أن كانت تلك الدائرة مؤممةً من قِبل واحدٍ من أهم وزراءِ مصرَ، ومع ذلك لم ييأس المسعود وحاول في أكثر من مرةٍ النفاذَ إلى مجلس الشعب دون جدوى.. ظل على عهدهِ مع الناس.. هو يحاول وغيره يفوز.. تغيرت الأحوال بعد ثورة يناير والمسعود كما هو يزاور أهل الدائرةِ ويعيش معهم مشاكلَهم وأحلامَهم وطموحاتهم إلى أن فاز أخيرًا بمقعدِ الدائرة.

وصلَ إلى مجلس النواب في ظرفٍ استثنائيّ وبعد أن تغيرت الأحوال ولم يعد لعضو البرلمان تلك الشّنة والرّنة وحدث فصامٌ بين البرلمانِ والمسئول التنفيذي في فترةٍ عصيبة فرضت على الجميع أشكالا مُغايرةً للأدوار التي يقومون بها، فلم يستسلم المسعود لهذا الدور الضيق الذي فُرض على النواب وحاول خلق مساحات أبعد من تلك التي أصبحت كالأسوار أمام زملائه، فقام بتعميم طريقة جديدة للتعاطي مع مشكلات مجتمعه.

آمنَ المسعود أن الاستسلامَ للوضعِ القائم خيانةٌ لأبناء دائرته، فقرر أن يقتحم مشكلات الدائرة بما يُمكن أن يُحقق مصلحةً مشتركةً بين المسئولِ والمواطنين، فبدأ في استضافة أي مسئولٍ تتقاطع هيئته مع مصالح الناس ونظم لقاءات مباشرة بين الناس والمسئولين، فوصل إلى حلول مهمة لمشكلات مستعصية وهكذا أصبح همزة وصل مهمة للطرفين مع إيمانه المُطلق بأن الناس عليها واجبات لابد وأن تلتزم بها تجاه مجتمعها، فساعد الناسَ على حل ما يُمكن حله تطوعيًا.

تجربةُ المسعود في البرلمان وأداؤه النيابى أيضا يُمكن اعتباره أداءً راقيًا حيثُ تعمل معه هيئةٌ استشاريةٌ تضمُ نخبةً من أبناء الدائرة وخبراءَ قانونيين إضافةً إلى استدعائه لخبراء آخرين حسب ما يعرض على البرلمان وهو بذلك عندما يتداخل للإدلاء برأيه إنما يبني هذا الرأيَ على علمٍ حقيقي وخبرات أهل الذكرِ كما يقولون والتجربة في مُجملها واحدة من التجارب التي يمكن اعتبارها دليلا على نجاحِ برلماني في القفزِ على الروتين وعدمِ الاستسلامِ لوضعٍ قائمٍ لا يقتحم مشكلات الجماهير.
الجريدة الرسمية