السيسي وترامب وأردوغان!
عندما سألوا أردوغان لماذا كان لقاء ترامب بك قصيرا، قال لقد كان من المتفق استكمال هذا اللقاء على مائدة الغذاء التي أقامها ترامب للرؤساء، ولكنه لم يقترب من مائدة الرئيس الأمريكى، نظرا لأن الرئيس السيسي كان يجلس عليها، وقد أبلغ الأتراك ذلك للجانب الأمريكى!
ومازال أردوغان لا يُبين فقط حجم المشاعر السلبية وغير الطيبة التي يحملها الرئيس التركى للرئيس المصرى، وإنما يوضح حقيقة مهمة وهى أن الذي صار في وضع المعزول في وجود الرئيس السيسي هو أردوغان.. فهو لم يستطع الاقتراب إلى حيث يجلس.. وهو كان يجلس على مائدة صاحب الدعوة، وهو الرئيس الأمريكى..
وهكذا مصر لم تعد معزولة دوليا كما كان يأمل أردوغان والإخوان بعد يونيو ٢٠١٣، وكما سعت دول غربية على راسها الولايات المتحدة ذاتها.. وإنما اليوم مصر موجودة وبقوة وفاعلية في كل المحافل الدولية، ورئيسها لا يتحدث باسم بلاده فقط، وإنما باسم كل الدول العربية، وأيضًا كل الدول الأفريقية، ومعها مجموعة السبعة والسبعين.
إن مصر لم تخرج من العزلة الدولية فقط، ولم تكسر حصارا فرض عليها فقط، وإنما انطلقت تُمارس دورها القيادى في محيطها الإقليمى وفى العالم كله.. وهذا هو الفارق بين حالنا عام ٢٠١٣ وحالنا اليوم.