رئيس التحرير
عصام كامل

حتى «محمد صلاح» يا عرب!


لم تتفق أمتنا العربية على شيء.. رغم ما تمتلكه من موارد طبيعية وبشرية حباها الله بهما.. ومع ذلك ذهب نفر منها إلى أحضان الدول الكبرى، وبدلًا من أن تستخدم أمتنا العربية هذه الموارد في تقوية الاقتصاد والسياسة والعلم والتعليم.. استخدمتها للأسف في شراء الأسلحة وغيرها مما لا يفيد ولا ينفع.. والنتيجة أمتنا العربية ما زالت متخلفة ضعيفة متناحرة متصارعة.. نحارب بعضنا البعض.. ونُكيد المكائد لبعضنا البعض.


وبدلًا من أن تكون أمتنا على قلب رجل واحد صارت متفرقة مفككة.. وبدلًا من أن نفرض شروطنا بشأن قضايانا العادلة صرنا أسرى لما تفرضه علينا الدول الكبرى.

وهكذا ضاعت القضية الفلسطينية وتمزقت سوريا وليبيا واليمن والعراق ولن تقوم لهما قائمة في ظل وهن العرب وتشرذمهم، المحزن حقًا أن نفرًا من الدول العربية يدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة الذين استخدمتهم أجهزة المخابرات في أمريكا وبريطانيا وغيرها لإسقاط وتدمير الدول العربية لصالح إسرائيل حتى تظل متفوقة على كل العرب!

ماذا لو استخدمنا مواردنا الطبيعية والبشرية وموقعنا المتميز في بناء الأمة العربية علميا وعسكريا واقتصاديا وزراعيا وصناعيا.. وماذا وماذا وماذا.

لذلك لم أندهش أبدًا عندما لم تعطِ الدول العربية صوتها للاعب المصري العربي الأفريقي "محمد صلاح" في مسابقة أفضل لاعب في العالم.. تصوروا ثلاث دول عربية فقط صوتت لـ"محمد صلاح".. ما هذا الحقد والغل يا عرب ألا يمثل صلاح أمتنا العربية وفوزه كأفضل لاعب في العالم هو شرف للعرب والأفارقة قبل مصر.

محمد صلاح اللاعب المصري أثبت وجوده وفاز بأحسن لاعب في إنجلترا العام الماضي، وقدم موسمًا رائعًا تحدث عنه العالم أجمع واختارته الـ«فيفا» ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في العالم.. ويكفي أنه حقق هذا الإنجاز العربي للمرة الأولى.. وكان يبقى فقط العرب لمحمد صلاح في التصويت له وهو لم يتحقق إلا من ثلاث دول عربية فقط بخلاف مصر وهي سوريا وفلسطين وموريتانيا..

حتى المغرب التي وقفنا بجانبها ضد أمريكا وصوتنا لها في استضافة كأس العالم وأيضًا الأردن وقفنا بجانبها في انتخابات رئيس الـ«فيفا» لم يعطيا صوتهما لمحمد صلاح.. ويبدو أن أمتنا العربية اختارت لنفسها الفرقة والضعف والهوان.. و.. و.
الجريدة الرسمية