حملة يلا نجمل مصر
ربما أكون من أكثر المعتقدين أن أكبر ثالوث خطر على أي دولة في العالم هو "الفساد والمرور والزبالة" ولذلك أكون شغوفا بالمتابعة والاهتمام بأي شيء مرتبط بهذا الثلاثي، ومن هذا المنطلق أجد نفسي منذ فترة متابعًا دون مشاركة في الحملة الجديدة القوية (يلا _ نجمل _ مصر) التي تقودها الفنانة والإعلامية سحر نوح ابنة الفنان العظيم محمد نوح – رحمة الله عليه–، التي درست منذ صغرها في المعهد العالي للموسيقى الكونسرفتوار.. وهي شقيقة المطربة الموهوبة "مريم نوح"، التي كانت زميلتي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. هذه الحملة التي بدأت تكبر يومًا بعد يوم تعتمد على الجهود الذاتية، وانضم لها مؤخرا مجموعة مخلصة من المؤمنين بضرورة تجميل مصر.
كنت أدرك من البداية أن ما تقوم به سحر نوح صعبًا للغاية خاصة عندما تقرر النزول بنفسها إلى الشوارع والمناطق الشعبية.. وها هي بالفعل تقوم ببث فيديوهات مباشرة على صفحتها من مناطق هي نفسها لم تدرك بصعوبة الوضع فيها من ناحية التخطيط والعشوائية والزبالة التي شوهت كل ما هو جميل.. كما أنني كنت مدركًا أنه ربما تصاب سحر نوح بالإحباط بعد فترة من الحماس، لأنها لا تعيش في المدينة الفاضلة لكن تعيش وسط ثقافة شعب تعود على أشياء غريبة وعجيبة، خاصة فيما يتعلق بموضوع الزبالة..
وأتمنى أن لا يسيطر الإحباط على مجموعة العمل بهذه الحملة حتى لو واجهوا كل هذه الصعوبات، لأنني على قناعة تامة أن تجميل شارع أو حار بالجهود الذاتية من مجموعة مخلصة أفضل بكثير من التنظير على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكنت أتمنى أن يتم تغيير اسم الحملة لأن (يلا نجمل مصر) تشمل كل مصر ومن الصعب جدا الوصول إلى الصعيد ووجه بحري في هذه الحملة لكون أن التركيز في الحملة واضح أنه على مناطق محددة في القاهرة أو الجيزة.. ولأن مصر هي ليست القاهرة أو الجيزة، ولذلك كان من الأفضل تخصيص الحملة إما (يلا نجمل القاهرة) أو (يلا نجمل الجيزة).
وفي جميع الأحوال أنا أقف بكل قوة مع هذه الحملة ولا أملك من الدعم والتشجيع سوى كتابة مثل هذا الكلمات.. كما أتمنى أن لا يصاب مسئولو الحملة بقيادة المحترمة سحر نوح بالإحباط خلال الفترة المقبلة، خاصة أنهم يقومون بإهدار وقتهم وأموالهم سعيا وراء تحقيق أهداف هذه الحملة الجميلة.
تحية تقدير واعتزاز لكل من يقوم بعمل تطوعي لا يبغي من ورائه مصلحة أو منفعة.
وللحديث بقية إذا كان في العمر بقية.