ترامب وقناة السويس!
قد يندهش البعض من عنوان هذا المقال، ويقول ما علاقة الرئيس الأمريكي بقناة السويس.. لكن من يتابعون الحرب التجارية العالمية التي بدأت مقدماتها الآن بقرارات وإجراءات اتخذها ترامب تجاه الصين وقبلها روسيا لن يندهش، وسوف يدرك أننا في مصر لسنا ببعيدين عنها، وأن آثارها ستطولنا، وأن أول هذه الآثار ستكون من نصيب قناة السويس.
فهذه الحرب التجارية التي ما زالت في بدايتها بعد سوف تؤثر على حركة التجارة الدولية سلبا، أي سوف تكبح معدلات زيادتها التي تترجم بالنسبة إلينا في زيادة حركة مرور السفن في قناة السويس.. لقد سجلت منظمة التجارة الدولية توقعات بتراجع معدل النمو في حركة التجارة الدولية العام المقبل، رغم أنها ترى أن تأثير الحرب التجارية عالميا لم يظهر كله بعد..
بينما كنّا نتطلع إلى زيادة أكبر مما شهده هذا العام في حركة التجارة الدولية، وأدى إلى زيادة عدد السفن التي تمر يوميا في القناة إلى قرابة الخمسين سفينة، مقابل نحو أربعين سفينة من قبل.
لذلك علينا أن نراقب عن كثب ما يحدث في ساحة التجارة الدولية، وندرس تصرفات الأطراف الأساسية فيها حتى نصوغ سياستنا الخاصة بإدارة قناة السويس بما يجعلنا تحتوي الآثار السلبية ونستفيد من أي تطورات إيجابية أخرى، مثلما حدث في زيادة صادراتنا من بعض المنتجات الزراعية للصين.
والأهم.. علينا أن نركز جل جهدنا على تطوير منطقة قناة السويس، حتى لا تقتصر استفادتنا من قناة السويس على رسوم المرور فيها فقط.