انتهت بالموت.. رحلة الراهب زينون من أبو مقار إلى المحرق
في الخامس والعشرين من أغسطس، صدر قرار نقل الراهب زينون المقاري، إلى دير العذراء مريم المحرق في أسيوط، كما وزع خمسة رهبان آخرين إلى أديرة مختلفة، كإجراء عقابي على خلفية مقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار.
الراهب زينون ورد اسمه في التحقيقات، وكان ضمن شهود الاستدلال في قضية مقتل الأنبا إبيفانيوس، لكن لم توجه له اتهامات مباشرة بالقتل.
كانت تربطه علاقة بأشعياء المقاري، المتهم الأول بقتل الأنبا إبيفانيوس، حيث كان أب اعترافه، كما كان ضمن مجموعة تحب المغدور به رئيس الدير، لكن لا تعجبه قراراته.
ظل يماطل الراهب زينون، رافضا قرار النقل، حيث يصعب ترك حياة وذكريات أيام الرهبنة الأولى، والانتقال إلى دير آخر، لكنه منذ خمسة عشر يوما، وصل إلى المحرق رفقة أحد شيوخ دير أبو مقار، الذي كانت لديه تعليمات واضحة بتسليمه والعودة مباشرة.
في المحرق، أغلق الراهب زينون قلايته على نفسه رافضا التعامل مع رهبان الدير، ورؤيتهم سوى في القداسات فقط، لكن دون أحاديث جانبيه، كان يضعون الطعام أمام قلايته، وبعد انصراف الواضع يفتح لياخذه أو يتركه.
فضل الراهب زينون الاختيار، وحاول كثيرا من رهبان الدير الحديث معه، وكسر العزلة التي فرضها على نفسه، لكنه رفض كل المحاولات، والتزم قلايته ورفض الخروج منها.
الرهبان ذهبوا إلى الأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق، لينصحوه بالحديث معه، قبل أن يصاب بأزمة نفسية نتيجة الوحدة، إلا أن الأسقف فضل تركه وحيدا إلى حين أن ينسى ما حدث في دير الأنبا مقار.
ظلت الأوضاع هكذا حتى هرب الراهب من الدير قبل ثلاثة أيام، معتذرا عن عدم استطاعته العيش في الدير، وعدم رغبته في استمرار تنفيذ العقوبة، التي تقضى بعدم مغادرة الدير المحرق لمدة خمس سنوات، وعاد أمس إلى الدير حتى فوجئ في الرابعة فجرا، رهبان الدير، أنه يتألم من وجع في المعدة، نقل على إثره إلى مستشفى سانت ماريا قبل يفارق الحياة.
في موت الراهب فتح الكثير من الأقاويل حيث قيل إنه انتحر، فيما ارتكن آخرون إلى المؤامرة وانحازوا إلى القتل، قبل أن يحسم الطب الشرعي القضية ويقول أنه أصيب بذبحة صدرية أدت إلى الوفاة.
نقل الراهب إلى دير الأنبا مقار فجرا، وصلى عليه الرهبان لينفوا تهمة الانتحار، حيث ترفض الكنيسة الصلاة على المنتظر، ودفن في مقبرته في دير أبو مقار.
وأعلن المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، عن وفاة الراهب القس زينون المقاري، المنقول حديثا للدير المحرق بأسيوط بناءً على قرار لجنة الرهبنة.
وقال المتحدث الرسمي في بيان صادر عن الكاتدرائية صباح اليوم، إن الراهب المتنيح "المتوفى" تم نقله إلى مستشفى سانت ماريا بأسيوط عقب تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، مشيرا إلى أن النيابة تجري حاليًا تحقيقاتها لمعرفة سبب الوفاة.
ونفذ الراهب زينون المقاري، قرار النقل، إلى دير المحرق منذ نحو شهر، على خلفية مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف رئيس دير الأنبا مقار في صحراء وادي النطرون.