رئيس التحرير
عصام كامل

«شباب بطريرك».. كيف هزم البابا أحزان أبومقار؟

البابا تواضروس بابا
البابا تواضروس بابا الإسكندرية

ألقى حادث مقتل الأنبا إيبفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، بظلاله على الكنيسة، ورأسها قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الرجل الذي ظهر منحنيا في الجنازة التي أقيمت في الدير من وقع الصدمة، حيث طال سلاح الغدر أقرب الناس إلى قلبه.


البطريرك الذي ظهر مكسورا، في الجنازة، ليس فقط على رحيل حبيب، ولكن لما أصاب الكنيسة، حيث إن الدماء عرفت طريقها إلى الكنيسة، التي تحولت إلى رداء بال، ينهش فيه كل متطفل، وتوقع الكثيرون أن ينال الحزن من قلب البابا، لكنه تجاوز ذلك سريعًا، ورفض للشيب أن يتمكن من قلبه.

في اليوم التالي لصلاة الجنازة على الأنبا إبيفانيوس، التقى البابا كهنة الخليج، وعبر عن سعادته البالغة بتجمعهم، وحضوره وسطهم، وأبدى البطريرك متماسكا إلى أقصى درجة، حيث تجاهل تماما الحديث عن الواقعة.

عظة المكاشفة.. هكذا وصف الكثيرون العظة التي ألقاها في الأربعاء الأول بعد الحادث، وظهر البطريرك خلالها بكل شجاعة ليعلن أن الكنيسة ليس لديها ما تخفيه، والخيانة مبدأ يهوذي، وفي داخل كل مجتمع والكنيسة واحد منها يوجد يهوذا أيضا.

العظة التي نالت استحسان الجميع، لما فيها من قوة، وجرأة، سبقها تصديق البطريرك على 12 قرارا لضبط الحياة الرهبانية، وكانت دليلا على أن البابا استعاد قوته، ومضى عازما نحو التطهير، وتصحيح المسار الذي بدأه منذ توليه المنصب.

تخطي الأحزان ليس أمرا سهلا، التمسك بما تبقى من قوة في أصعب ظروف الكنيسة، سهلت على البطريرك عبور المحنة بهدوء، حتى إنه لم يغير شيئا من البرنامج الموضوع سابقا، حيث كان في استقبال شباب المهجر، الذين جاءوا من القارات الخمس، لحضور ملتقى شباب المهجر للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بمركز لوجوس البابوي بوادي النطرون.

ظهر البطريرك أكثر شباب برفقة شباب المهجر، حيث حرص على استقبالهم والترحيب بهم جميعا، وهم الذي يتخطى عددهم ال200 شاب، شارك الشباب أنشطتهم، بعض من زيارتهم، أفراحهم، كما كان حريصا على مجارات طقوسهم، حيث التقط بنفسه السليفي، ومن خلفه ارتسمت الضحكات على وجوه الشباب ومنظمي الملتقى.

البطريرك كان لا يغفل له جفن إلا بعد أن يحضر جميع الشباب ويخلدون إلى نومهم،"علمت أنه أب وبابا مكنش بينام وحد من الشباب بره".. هكذا علق أحد شباب الملتقى في معرض شكره وتقديره للبابا تواضروس.

البابا تواضروس حريص أيضا على استكمال احتفالات مئوية مدارس الأحد، حيث سيحتفل الثلاثاء مع شعب إيبارشية المعادي، قبل أن يتوجه إلى أسيوط لمشاركة الأنبا يؤانس الاحتفالات يوم الأربعاء، والخميس يحتفل مع شعب إيبارشية شبرا في مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية.

استطاع البابا تواضروس عبور المحنة سريعا، وبالتأكيد سيكون أكثر قوة يوم السبت المقبل عندما يترأس قداس صلاة الأربعين للأنبا ايبفانيوس، بحضور عدد من شعب وأساقفة الكنيسة.
الجريدة الرسمية