المحافظ من غير جلابية!
منذ عامين كتبت في مقال لي عبر "فيتو"، أن محافظ أسيوط طلب من سكرتيره أن يحضر له جلبابًا صعيديًا "جلابية"، وأنه قام بعد ارتداء الزي بزيارة سرية، للوقوف على هموم وتطلعات ومعاناة ومشكلات المواطنين في مختلف الجهات الخدمية، الأمر لم يكن سردا لواقع ولكن كان حلما وطلبا ضمنيا، أن يتخلى المحافظون عن مكاتبهم المكيفة، وأن يتجهوا صوب مختلف المؤسسات الخدمية، لتفعيل آلية الرقابة والتوجيه وتوقيع الجزاءات على المخالفين.
محافظ أسيوط السابق المهندس ياسر الدسوقي نحسبه نزيها حياديا ومهذبا، لم يكن يميل للمجاملات كثيرا، وهذا يحسب له، ولكنه لم يكن ميدانيا بالشكل الكافي، وهو ما يتنافى مع أعمال المحليات.
ومنذ أيام قليلة تداول نشطاء منشورًا حول ارتداء محافظ أسيوط الجديد اللواء جمال نور الدين جلباب وشبشب، والقيام بجولة سرية داخل المحافظة للوقوف على السلبيات، وهو ما نفاه المحافظ مؤكدا أن الرقابة لا تحتاج إلى زيارات سرية.
من الملاحظ حقا أن محافظ أسيوط الجديد وغيره من المحافظين يولون جهدا ميدانيا، ليصبحوا أكثر التحاما بالجماهير، خاصة المهام الثقال بشأن ضبط الأسواق والتصدي لجشع التجار، وأكثر المهام الثقال هي القضاء على فساد الإدارات الهندسية في الأحياء والمراكز، إما بوضع حد أقصى للمدة التي يقضيها العاملون بالإدارات الهندسية، لمنع تكوين شبكات عنكبوتية من الفسدة والمرتشين.
الرقابة والضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين والمرتشين، لم يكن قط ترفا، وإنما ضرورة تحتاج لتفعيل آلياتها من خلال التعاون الوثيق مع الجهات الرقابية، فما تقوم به الرقابة الإدارية خلال فترات متوالية يستحق الثناء، ومن الملف أن هناك كثيرا من القضايا تتعلق بشأن تراخيص المباني والإدرات الهندسية بالأحياء.
ولعل التعليم والصحة هما جوهر ما يستحق الاهتمام بالإدارة المحلية، فلا تنمية حقيقية دون مواطن سليم متعلم، فضبط سير العمل بالمستشفيات، وغيرها من المؤسسات الصحية، أمر جد هام وضروري، كما أن ضبط سير العملية التعليمية والرقابة على المدارس المختلفة ليس بالأمر الهين، ولكنه بالأمر المطلوب أيضًا.
أتمنى من محافظ أسيوط الجديد أن يطبق قرار اللجنة العليا للمخابز الصادر في 13/7/2016، المتضمن تشغيل جميع المخابز الجاهزة التي تم معاينتها معاينة أولى، وثبت صلاحيتها عن طريق اللجان المشكلة لهذا الغرض، وذلك بعد استيفاء جميع المستندات القانونية.
كما أضع على مكتب محافظ أسيوط المشكلة الخاصة بالممرضات، وهنا أعني بالممرضات التي تعمل بالإدرات والوحدات الصحية، وليس الممرضات التي تعمل بالمستشفيات الجامعية، حيث أن العشرات منهم في مستشفيات بعيد عن محل أقامتهم بـ 60 أو 70 كم، وهو الأمر الشاق على كثير من الفتيات والسيدات.
وأعتقد أن توجه المحافظ الحالي نحو مدينة أسيوط الجديدة، ومحاولة خلق كيانات تنموية ومؤسسية في هذه المدينة سيخلق مجتمعا موازيا يخفف من حدة الازدحام والكثافة السكانية في أسيوط.