ابعدوها عن التدريس تماما.. ومن اختشوا ماتوا!
لماذا نرى ظواهر التحرش الجماعي لصبية صغار ومراهقين أقل من العشرين؟ إن حظهم من التربية ومن التعليم أقل مما يجب.. الأسرة بين خيارين كلاهما مر.. البحث عن لقمة العيش أو تفرغ أحدهما للتربية.. أما التعليم فواحسرتاه.. لا تنظر إلى التلميذ لتعرف المستوى الذي وصل إليه.. إنما انظر إلى حال بعض المعلمين..
والسؤال أيضا: كيف وصل حال هؤلاء إلى ما وصلوا إليه؟ الإجابة باختصار لأنهم تولوا مهامهم في وزارتهم في السنوات نفسها التي تم فيها إهمال التعليم والإعلام والثقافة والأوقاف.. تم فيها إهمال كل شيء!
اليوم نرث جميعا التركة الثقيلة.. التي أفرزت لنا كل هذا الفساد الذي لم يتغير تقريبا منذ أربعين عاما.. كل ما جرى أن الأجهزة الرقابية كشفت الغطاء عنه فبدا حجمه الحقيقي.. ونرث تركة انهيار الأخلاق والقيم.. ونقاتل جميعًا من أجل إعادتها كما كانت.. وحتى نعود كما كانت يجب الضرب بيد من حديد على رأس كل من يقاوم وكل من يخالف..
والتصرف الذي جرى في إحدى مدارس حي الساحل لا علاقة له بتربية ولا تعليم.. ولا علاقة له حتى بالإنسانية نفسها التي ترفض فكرة الاستضعاف حتى مع الحيوانات فما بالنا بطفل صغير لا ذنب له في مستوى أهله الاجتماعي والثقافي بل هم جميعا ضحايا نهبت مخصصات تعليمهم وعلاجهم وتوعيتهم وتثقيفهم فيما تم نهبه في سنوات النهب الطويل.. والإنسانية ترفض فكرة السخرية التي ترفضها الأديان والتقاليد وأصول الأخلاق الحميدة فما بالنا أن تتم لتلميذ صغير بمدرسة ابتدائية؟!
كما أن الإنسانية ترفض فكرة التشهير وقد حدثت وعلى أوسع نطاق ممكن بكل أسى!
الآن.. عاقبت وزارة التربية والتعليم المدرسة والمدرس الذي سجل الفيديو ورفعه على التواصل الاجتماعي (لم يعجبهم القرار وسيذهبون للاحتجاج).. واكتفى بالخصم من المرتب!! صحيح سيؤدي الخصم إلى تأخير ترقيات والتأثير في أخرى.. لكن هل يصح أن يستمر هؤلاء في مكانة مقدسة هي مكانة المعلم الذي يكاد أن يكون رسولا؟!.. كيف يشار إليهم من جديد باعتبارهم أبطال الواقعة وهم يتعاملون مع أطفال وتلاميذ آخرين؟
لا.. العقاب ضعيف ولا يتلائم مع الواقعة وهو مرفوض ضميريا ولا يصح إلا إبعادهم عن التعليم كلية.. نريد في بداية العام الدراسي عبرة لمن يعتبر.. افعلوها واضربوا بقوة لتسير العملية التعليمية كما ينبغي.. كثيرون هم الذين يخافون ولا يختشون!