رئيس التحرير
عصام كامل

فى انتظار اتفاق أمريكا مع "مقاول آخر" لمصر (3)


جبهة الإنقاذ هي خليط لكل الأحزاب المدنية في مصر، العلمانية بكل توجهاتها وتفرعاتها المعروفة للجميع، والليبراية بتدرجاتها وصولا لليسارية أيضا بتدرجاتها.


والمشكلة التي تواجه أي دولة كبري برجماتية (باحثة عن المصلحة ) هي في نوعية تلك الأحزب!، فتلك الأحزاب نفسها قائمة علي الديمقراطية ورأي القاعدة بحكم أنهم الأغلبية.. وهنا تكون الصعوبة في الاتفاق بين دولة تبحث عن مصلحتها وأحزاب ممن الممكن أن تغير توجها مرة واحدة للنقيض نتيجة لتغير الطرف المسيطر داخل الحزب.

وعند عقد مقارنة سريعة بين "الأحزاب العلمانية، والأحزاب اليمينية المتشددة" يظهر للجميع شىء غالب، أن القيادة المسيطرة والزمرة الموجودة في الأحزاب العلمانية ممكن أن تتغير بين عشية وضحاها.. في حين أن الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تستر كل أفعالها برداء الدين موقفها ثابت من الرأس للقاعدة.

فالقاعدة في الأحزاب الدينية تأخذ أوامر الشيوخ المغلفة برداء الدين أنه الصواب وأن تنفيذ أوامرهم هو الحق وجدالهم ممنوع.. ولو وجد متمرد من القاعدة وأخذ في الجدال والنقاش يتم بتره بمجرد أن يشير الشيخ إلي ضلاله.. وهكذا تدور الدائرة.

لكن سيدة العالم أمريكا في موقف لا تحسد عليه في مصر، فنعم وصل حليفها اليميني للحكم وهم الإخوان المسلمون، ونعم أيضا "كان أداء الحليف أسوأ ما يمكن" علي صعيد السياسة الداخلية، والاقتصاد، وعلاقته مع مؤسسات الدولة من قضاء وجيش وكل عمود بالدولة.

نعم إن الإخوان مازالوا علي اتفاقهم الخاص بالسياسة الخارجية وأمن إسرائيل وإسكات السلفيين وترضيتهم لعدم مهاجمة أمريكا، حتي إن السلفيين أنفسهم في جولة لأوربا ولأمريكا بلا حياء.. لكن ماذا ستستفيد أمريكا إن ظل حليفها المعلن الإخوان في الحكم وعاداها الشعب المصري كله؟..

فهي بذلك بصدد إيران أخري، وليست أي إيران "إنها مصر" قناة السويس وأمن إسرائيل القومي والتوجه الشيوعي والاشتراكي والانتقال من الرأسمالي.. وإعلان وجود نافذة للصين وروسيا داخل الدول العربية وهو ما تبخر مع رحيل ناصر وانتهي نهائيا مع ما يحدث بسوريا الآن!..

حتي إن حليفها الجاهل "الإخوان المسلمين" يناورها بمحاولة عقد علاقات مع روسيا والصين!! نعم.. الطرف اليميني المتشدق بالدين في كل أحاديثه يناور بالتحالف مع الشيوعيين الملاحدة من وجهة نظره كما كان يقول لــــ 80 عاما، ويبتز بتلك كلماته ناصر.. ويبتزها حتي لا تحاول البحث عن غيره!!..

وهنا كانت نهاية شهر العسل، فأمريكا لن تعمل مع طرف هو مستعد لفعل أي شىء ليبقي بالحكم لدرجة أن يعاديها ويعادي شعبه وجيشه وكل نملة بالوطن. 

الجريدة الرسمية