القبض على التمرد
هذا هو ما يحاول فعله التنظيم السرى لجماعة الإخوان، وهذا متوقع من جماعة فاشية لا يمكن أن تعيش أو تحكم في بلد حر. فألقوا القبض على بعض شباب حركة تمرد التي تجمع توقيعات بسحب الثقة من الرئيس مرسي. ومع ذلك فالحملة لم تتوقف، ومع ذلك لم يتوقف التحاق شخصيات مؤثرة بها، ومواطنين من كل مكان.
هذا أيضًا ما فعلوه مع موجه اللغة الإنجليزية بالإسكندرية، فقد أحالوه للتحقيق وعاقبوه بقسوة لأنه طلب من تلاميذه ترجمة عبارة باللغة العربية إلى الإنجليزية جاء فيها: "في مملكة الحيوان لا يستطيع الخروف أن يكون ملكًا". وهي وإن حملت دلالة، فهي دلالة غير مسيئة وليس بها سب وقذف. فاتهام فلان بأنه خروف ليس فيها حسبما أعرف مخالفة للقانون.
إنه الذعر الإخواني الذي لا يحتمل أن يصبح للناس رأى مخالف. فهم جماعة إلهية، صاحبة مشروع إلهي، فكيف يجرؤ من كان على انتقاد مُلاك هذا المشروع الإلهي. لذلك قال بحسرة وحزن شديدين أمس الدكتور جمال حشمت مع الإعلامى عماد الدين أديب على قناة CBC، إنهم ، أى التنظيم السري للإخوان الذي ينتمي إليه، تحملوا ما فوق طاقة البشر من تعطيل وإهانات .. إلخ.
بالطبع لا يعرف قادة الإخوان ولا مرسي أن هذا أمر طبيعى في أي ديمقراطية، فلا حصانة للشخصية العامة، طالما ارتضت أن تكون شخصية عامة. وقد فعلت الدول الديمقراطية المحترمة ذلك، حتى تضمن كشف أي عورات من أي نوع، حتى لو كان الثمن هو تجريح هذه الشخصية العامة. لكنها حصنت وبقسوة انتقاد المواطن العادي، فإذا تم الخوض في حياته الشخصية أو المساس بخصوصيته، يدفع من فعل ذلك تعويضًا ماليًا كبيرًا. والسبب أنه ليس هناك مبرر لإهانة أو انتقاد مواطن اختار أن يكون بعيدًا عن المسئولية العامة.
انتقاد الإخوان وإهانتهم سوف يستمر ويزداد، ليس لأن هذا فقط ثمن الديمقراطية تدفعه أي سلطة، ولكن لأنهم لا يريدون إصلاح الخطايا والجرائم التي يرتكبونها. وكل ما يفعلونه هو تشويه الخصوم والقبض عليهم وتسخيف نضالاتهم. بالضبط مثلما كان نظام مبارك يستخف بالعشرات الذين أسسوا حركة كفاية. وبالشباب الثائر خلف أجهزة الكمبيوتر والانتفاضات الصغيرة هنا وهناك. وكانت النتيجة التي يعرفها قادة التنظيم السري أنه الآن في السجن وهو ليس بعيدًا عن الإخوان.