بعد الكتاب الـ"فضيحة".. تواصل ردود الأفعال حول انفراد "فيتو" بإساءة "التعليم" لـ"الجيش" والقضاء.. جهات سيادية تطالب "غنيم" بالتوضيح.. ومباحث المصنفات تسحب جميع النماذج من الأسواق
طالب الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، وزارة الداخلية، بسحب كل الكتب الخاصة بنماذج الامتحانات التى يتم نشرها دون تصريح من الوزارة، وتباع على أنها دليل تقويم الطالب.
وبالفعل بدأت مباحث المصنفات بمديرية أمن الإسكندرية، أمس الاثنين، سحب جميع كتب المراجعات النهائية، التى يتم نشرها، ونماذج امتحانات السودان، وإجاباتها النموذجية المنشورة بواسطة عدد من المؤسسات والمطابع الخاصة.
جاء ذلك، استمرارا لردود الفعل التى أثارها انفراد النسخة الورقية من " فيتو"، حول وجود كتاب يباع بالأسواق لطلاب الصف الثالث الثانوى، على أنه دليل تقويم الطالب فى اللغة الإنجليزية، ويضم عددا من القطع التى تسىء إلى الجيش والقضاة.
والكتاب الذى يتم تداوله بين طلاب الثانوية العامة باعتباره نماذج امتحانات الوزارة، يحمل عددا من الأفكار الإخوانية، التى تنال من هيبة الجيش والقضاء، ويصف فى إحدى القطع الواردة فى الصفحة رقم 25 مؤسسات الدولة بالعلمانية التى يجب على جماعة الإخوان المسلمين تطهيرها.
ويتضمن أيضا فى الصفحة رقم 24 منه، قطعة تحكى عن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، وتعتبرها أقدم جماعة فى التاريخ، ويقدر عدد أعضائها بـ 2 مليون عضو فى نهاية الأربعينيات، بالإضافة إلى احتوائه على قطعة باللغة العربية تؤكد أن وزير الداخلية الحالى جاء لتطهير الوزارة من الفساد الذى لحق بها خلال النظام السابق.
والكتاب المذكور يقع فى 158 صفحة من القطع المتوسطة، ويحمل عنوان " دليل التقويم فى اللغة الإنجليزية للصف الثالث الثانوى"، وهو الاسم الذى يعد حكرا على وزارة التربية والتعليم، حيث من المفترض أن مثل تلك النماذج لا تخرج إلا عن الوزارة، وهى الوحيدة التى لها الحق فى استخدام هذا الاسم لكتبها دون غيرها من المؤسسات والهيئات والأفراد.
فور نشر الكتاب تعددت ردود الفعل، وانتابت قيادات الوزارة حالة من الارتباك، والتوتر الشديد، وأصدر الدكتور إبراهيم غنيم، تعليماته إلى مستشار مادة اللغة الإنجليزية، بفحص القطع التى نشرت " فيتو" ترجمتها، للتأكد أولا من صحة الإساءة إلى الجيش، من عدمه.
كما عقد "غنيم" اجتماعا بالقيادات الإخوانية بالوزارة، وعلى رأسها المهندس عدلى القزاز مستشار الوزير لتطوير التعليم، ومحمد السروجى المتحدث الرسمى باسم الوزارة، وتم تكليف الأول بمتابعة الأمر، وأجرى اتصالاته بأحمد المصرى رئيس قطاع الكتب، للتأكد من صدور هذا الكتاب عن الوزارة أم لا.
ونفى " المصرى" مسئولية " التعليم"، لتبدأ مرحلة البحث والتفتيش داخل مخازن الوزارة عن نسخ الكتاب، فأصدر السروجى مساء أمس الثلاثاء، أوامره لقطاع الكتب بالوزارة بجمع كل النسخ الموجودة بالقطاع فى كل المواد ومراجعتها قبل إعادة طرحها ثانية لمنافذ البيع التابعة للوزارة.
وفى الثالثة فجرا، تم تشكيل فرق تابعة لأمن الوزارة، لسحب الكتب من مخازن ومنافذ البيع التابعة لقطاع الكتب، ليفاجأ موظفو القطاع فى الصباح، بخلو المخازن ومنافذ البيع من كل الكتب بجميع المراحل التعليمية، دون معرفة السبب.
على الجانب المقابل أجرت بعض الجهات السيادية اتصالات هاتفية بوزير التربية والتعليم تطالبه بتوضيح الموقف، وإن كانت الوزارة مسئولة عن الكتاب أم لا.
وسعت تلك الجهات، إلى الحصول على نسخة من الكتاب المطروح فى الأسواق للتأكد من صدق ما جاء به.
وفى اليوم التالى للنشر، شهدت المكتبات والمطابع الخارجية للكتاب، حملة منظمة قام بها عدد من مجهولى الهوية لجمع الكتاب من السوق عن طريق شراء كل الكميات الموجودة منه فى كل مكتبة يتوصلون إلى أنها تبيع الكتاب المذكور.
وبالرغم من إنكار وزارة التربية والتعليم مسئوليتها عن الكتاب المذكور إلا أن " فيتو" تؤكد أن الكتاب يتم تداوله بين مدرسى مادة اللغة الإنجليزية وطلاب الصف الثالث الثانوى باعتباره نماذج الامتحانات وكتاب " التقويم " الصادر عن الوزارة.
ويقوم عدد كبير من مراكز الدروس الخصوصية بتكليف طلاب الثانوية العامة بشراء الكتاب، كما رصدت " فيتو" رواج الكتاب بين الطلاب بمدارس القاهرة والجيزة، وعلى رأسها مدارس (أحمد لطفى السيد، وأم الأبطال، وحمزة بن عبد المطلب، والهرم الثانوية بنات، والسعيدية الثانوية، وأم المؤمنين الثانوية).