الدولة العميقة تهدد أمريكا بـ «الانهيار».. فجوة متصاعدة بين المدنيين والعسكريين في واشنطن.. تآكل الثقة بالقيادات المدنية كارثة تطارد بلاد «العم سام».. ومخاوف من زيادة دور القيادات

تعاني الولايات المتحدة من فجوة متصاعدة داخل الدولة، بسبب أزمة الدولة العميقة، نتيجة المرافقة بين الخبرات المدنية والعسكرية في الولايات المتحدة، على مدار 17 عامًا منذ حادث الحادي عشر من سبتمبر.

وأدت المفارقات على مدار السنوات إلى تآكل الثقة في القيادة المدنية لسياسات الدفاع، والتي من بينها ادعاء الفضيلة الفائقة للجيش على أفراد الخدمة العامة، واعتبار الخلفية المدنية الخالصة غير كافية لقيادة الدفاع الاستراتيجية.

مجتمع عسكري
في الولايات المتحدة، تتزايد هذه القناعات في الأوساط العسكرية والمدنية وتؤثر على الرأي العام، وكذلك مواقف العاملين في مجال الأمن القومي، وسط تحذيرات من مواجهة القادة المدنيين في المستقبل، وصعوبة السيطرة على استخدام القوة، وهي مشكلة عميقة في نظام ديموقراطي تؤدي إلى خفض رتبة القيادة المدنية إلى إضعاف الأمن القومي للولايات المتحدة والجيش نفسه.

التسلسل الهرمي
ويؤمن معظم الأمريكيين بفكرة أن الخدمة العسكرية تتصدر التسلسل الهرمي للواجبات المدنية، حيث وجد مركز بيو للأبحاث في عام 2011، أن 83٪ من البالغين الأمريكيين يعتقدون أن الأفراد العسكريين وعائلاتهم اضطروا إلى تقديم تضحيات منذ 11 سبتمبر، لكن في الوقت نفسه، يعتقد أقل من نصف السكان أن الرأي العام الأمريكي يشاطر عبء الحرب.

نمت الحقيقة الكامنة وراء هذا التصور إلى شعور بوجود عجز في الجانب المدني من المجتمع الأمريكي، وهو ما يترجم إلى أفعال تجاه الأفراد العسكريين مثل تقدم قدامى المحاربين في الصعود المبكر للطائرات، وتوفر محال البقالة مواقف مفضلة للمحاربين، وتصدر قضاياهم قائمة العشرات من المؤسسات الخيرية الكبرى، وفي أولويات العطاء الخيري لمؤسسات الشركات.

تجاوز المؤسسات
وفق مجلة فورين بوليسي الأمريكية ليست المشكلة في التعبير عن الإعجاب، والامتنان للخدمة العسكرية وأتباعها، ولكن الأزمة تتمثل في أن الإعجاب بالخدمة العسكرية يتجاوز احترام المؤسسات الأخرى على المستوى الوطني وأشكال الخدمة الأخرى.

إن هذه الاتجاهات مجتمعة تعني أن احتكار الجيش لثقة الجمهور، يمكن أن يولد تنازلًا عن المشاركة المدنية من جانب المدنيين، وإقرار الحق في تجاوز المدخلات المدنية من جانب الجيش.