رئيس التحرير
عصام كامل

برعاية ترامب.. خطة صهيونية لاحتواء غضب الدب الروسي

الرئيس الأمريكى دونالد
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

أصيبت دولة الاحتلال بحالة من الارتباك بعد القرار الروسي بشأن تزويد سوريا بمنظومة "إس 300"، ورغم الغضب الحاد لدى الجانب الإسرائيلي من هذه الخطوة، إلا أن الكيان الصهيوني يحاول أن يكظم غيظه ويبحث عن سبل ودية في إطار خطة تجعله لا يخسر التعاون والتنسيق بالكامل مع الروس في الأراضي السورية، ولن تخرج هذه الخطة من العباءة الأمريكية التي تعول إسرائيل عليها دائمًا في مواجهة أزماتها الداخلية والخارجية.


صعوبات ضد إسرائيل

الكاتب الإسرائيلي، رون بن يشاى، قال إنه في ضوء سقوط الطائرة الروسية في اللاذقية، ستتلقى سوريا حزمة أمنية جيدة من الكرملين ستصعب من عمل الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الخطوات الروسية تهدف إلى منع إسرائيل من الوصول إلى مناطق النار في سوريا وتعطيل الصواريخ والقنابل التي تطلقها.

خطوات سياسية

وأضاف في تحليل نشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن من ناحية أخرى، فإن المواجهة الدبلوماسية مع قوة عالمية غير مرغوب فيه على أقل تقدير، وبالتالي فإن نتنياهو يجب أن يتخذ عدة خطوات سياسية للتخفيف من حدة التوتر مع الروس.

وأشار إلى أنه على أية حال، حتى إذا كان هدف الروس هو منع وتعطيل عمل الطائرات الإسرائيلية والصواريخ في المجال الجوي لسوريا والبحر الأبيض المتوسط، فمن الواضح تماما أن هذه الإجراءات يمكن أن تعطل أيضا عمل الطائرات المقاتلة الأمريكية والفرنسية والبريطانية العاملة في هذه المنطقة ضد داعش.

تأثر الطيران المدني

وتابع أن تلك الإجراءات تعرض الطائرات المدنية على الطرق بين قبرص وشواطئ سوريا ولبنان للخطر، كما ستؤثر الطيران المدني من وإلى إسرائيل، بشكل رئيسي إلى أوروبا وتركيا.

وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه يرفض الرواية الإسرائيلية حول حادث إسقاط الطائرة الروسية في سوريا، وشدد بوتين خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو على أن قرار موسكو بتعزيز منظومة الدفاع الجوية السورية هو في محله بالنظر إلى الوضع ويهدف قبل كل شيء إلى تجنب أي تهديد محتمل لحياة الجنود الروس.

تجاهل طلب القمة

وقالت مصادر لقناة "i24 نيوز" الإسرائيلية أن نتنياهو طلب من بوتين عقد لقاء قمة ثنائي على خلفية التطورات الأخيرة بين البلدين، وتشير المصادر إلى أن بوتين لم يرد بعد على هذا الطلب.

التخطيط والحذر

خلاصة التقارير الإسرائيلية تقول: إذا كان الروس يقومون بتسليم S-300 إلى سوريا، فهذا في الحقيقة خبر سيئ لإسرائيل، سوف يتطلب الأمر المزيد من الجهد والمزيد من التخطيط والحذر في استخدام القوة في سماء سوريا ولبنان.

وأوضحت أنه لقد حان الوقت أن تنزل الولايات من على الجدار، لديها أصول عسكرية كافية في سوريا وحوض البحر الأبيض المتوسط ولها من النفوذ ما يكفي للضغط على الكرملين والجنرالات الروس لكبح غضبهم تجاه إسرائيل.

التعويل على ترامب

وتعول دولة الاحتلال على الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل التخفيف وتعبئة جهود البنتاجون من أجل الوساطة لحل الأزمة مع الروس.

الأخطر منذ 1973

وقال تقرير إسرائيلي، إن الخطوات الروسية تجاه إسرائيل على خلفية إسقاط الطائرة الروسية في اللاذقية هي الأخطر منذ حرب أكتوبر 1973م.

وأضاف تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء، أنه يمكن الافتراض أن خطورتها تكمن أساسا في غضب قادة القوات الجوية والدفاع الجوي الروسية المتمركزة في سوريا.

وأشار إلى أن هجوم القوات الجوية الإسرائيلية في اللاذقية وإسقاط طائرة تجسس روسية من قبل أفراد روسيون بأنظمة مضادة للطائرات، قاموا بتدريبهم ويشرفون على أنشطتها، يظهرهم أمام الجمهور الروسي والكرملين، وهنا جاء الهجوم غير المكبوح من المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ضد إسرائيل.

تقليل عمليات الاحتلال

ويرجع جيش الاحتلال أحد أسباب اتخاذ الروس لتلك الخطوات هو وقف عمليات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء سوريا أو على الأقل تقليلها، والتي وصلت بحسب جيش الاحتلال إلى نحو 200 عملية إسرائيلية في الأجواء السورية خلال العام الماضي، وهذا وفقًا للاحتلال قد يجعل الأسد والإيرانيين يشكون من أن الروس لا يوفرون لهم الحماية، وهذه الحجج تجعل الروس يخافون من أن الأسد قد يشكر الروس في النهاية، ويطلب منهم بأدب مغادرة سوريا، الأمر الذي سيضر بمصالح بوتين الاقتصادية والجيوسياسية.

الاستفادة من الأخطاء

التحليلات الإسرائيلية تقول أن الروس يجيدون كيفية الاستفادة من مشكلات الآخرين، مشيرة إلى أنهم لن يعطوا السوريين الـ S-300 مجانا. هذا نظام مكلف، وربما يضطر الإيرانيون إلى دفع مئات الملايين من الدولارات مقابل ذلك. كالعادة، يعرف الروس كيف يستفيدون من أي مشكلة تحدث حولهم.

يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس عن تزويد سوريا منظومة الدفاع الجوي المتقدمة المعدلة "إس 300"، في ضوء التوتر الأخير بين إسرائيل وروسيا على خلفية اتهام الروس للاحتلال بالتسبب في إسقاطها، وهي الخطوات التي اعتبرها الاحتلال خطيرة لأنها تقلل من النشاطات الإسرائيلية في الأجواء السورية.
الجريدة الرسمية