«صلاح» والعرب!
أكثر ما أغضب المصريون مما حدث في مسابقة أفضل لاعب في كرة القدم لهذا العام هو عدم تصويت الأغلب الأعم من قادة المنتخبات العربية، ومدربيها للاعب المصري المحترف في نادي ليفربول "محمد صلاح"، في المراكز الثلاثة الأولى.. فلم يختاره للمركز الأول سوى قادة منتخبات سوريا وفلسطين وموريتانيا مع مصر بالطبع.. ولذلك فإن الأصوات التي حصل عليها "محمد صلاح" التي تجاوزت ١٣٠ صوتا حصدها من أوروبا وليس من العرب أو أفريقيا.
ومن حق المصريين أن يغضبوا بالطبع من الأشقاء العرب، لأننا كنّا نتوقع منهم أمرا مختلفا، يؤكد ما نؤمن به من أن مصلحتنا واحدة وهمومنا واحدة، وأن ما يجمعنا أكثر مما يباعد بيننا..
من حق المصريين أن يتسائلوا لماذا لم يتضامن معظم العرب مع لاعبهم الموهوب محمد صلاح، أو لماذا خذلوه ولم يقوموا بواجب الأخوة لدفعه إلى الأمام؟.. ولا لوم على من يفسر ما حدث في عملية التصويت على أفضل لاعب لكرة القدم هذا العام تفسيرا سياسيا وليس رياضيا فقط، أو حتى يذهب بعيدا في تفسيره ويفتش في الأسباب النفسية عن سبب لذلك ويتصور أن الغيرة لعبت دورها هنا..
لكن المؤكد أنه كان هناك أمامنا نحن العرب فرصة لكي نتضامن معا وننجز عملا مشتركا نقيس به قدرتنا على إحراز النجاح في تلك المسابقة الرياضية المهمة، لكننا للأسف أفلتنا هذه الفرصة وأضاعناها وبددنا احتمال أن نبدو أمام العالم متحدين ولسنا متفرقين.. فمن لا يتحدون في الرياضة لا يتحدون في السياسة والاقتصاد.. وطوبى لأصحاب النيات الطيبة.