مواقف متضاربة!
هل يمكن أن يتخذ الكاتب أو السياسي اليوم موقفا، ثم يتخذ غدا موقفا مختلفا، ثم يتخذ بعد غد موقفا ثالثا؟! هذا السؤال يطرحه البعض عندما يفاجىء بكاتب أو سياسي يؤيد من كان يعارضه من قبل، أو يعارض من كان يؤيده من قبل، أو يتخذ موقفا اليوم كان يرفضه أمس، ويستنكر اتخاذ البعض له، أو يرفض موقفا كان يحبذه ويتحمس له بالأمس ويدافع عنه بحرارة.
وبالطبع، لا يمكن تصور أن يراجع كاتب أو سياسي أفكاره ومواقفه، فإن التغيير من سنة الحياة، وقد يحدث جديدا يؤدي إلى هذا التغيير، أو قد تتوفر معلومات جديدة كانت غائبة عن الكاتب والسياسي، عندما توفرت له دفعته إلى تغيير موقفه وآراءه، هذا يحدث دوما ولا يمكن استبعاد حدوثه الآن أو مستقبلا.
ولكن المفترض أن الكاتب أو السياسي الذي يغير آراءه ومواقفه، أن يفسر ذلك للناس الذين يخاطبهم ويتعامل معهم، حتى يحافظ على مصداقيته لديهم، واحترامهم له، فلا يصح أن يؤيد الكاتب أو السياسي مثلا حاكما أمس، ثم يهاجمه اليوم دون أن يشرح للناس سبب التحول في موقفه، والعكس صحيح أيضا، أما أن يفعل السياسي ذلك مراهنا على ضعف ذاكرة الناس فإنه يخسر مصداقيته، واحترام الناس له.