«إيمي».. ليلة المفاجآت والزواج
اتخذ صناع الترفيه في هوليوود خطوات عدة لبث الروح في حفلات تسليم الجوائز، التي كان يترقبها العالم كله، فإذا بها تتراجع على صعيد المشاهدة، وتحقق أدنى نسب متابعة على الإطلاق في حفل "الأوسكار" العام الماضي، ما استدعى وقفة جادة تعيد صياغة صناعة الترفيه، وتلبي متطلبات المتلقي في محاولة لاستقطابه مرة أخرى.
لمسات التغيير بدأت مع أولى ليالي موسم جوائز هوليوود بحفل النسخة السبعين لجوائز "إيمي" أهم المكافآت التليفزيونية الأمريكية، التي توازي في أهميتها جوائز "أوسكار" سينمائيا.. لم تخل الليلة من المفاجآت بما فيها طلب زواج على الهواء أثار دهشة الحضور وإعجاب الجمهور، في ظل إعلان القيّمين على الحفلة رغبتهم في زيادة عدد المشاهدين، وقد تسنّى لهم ما أرادوا.
بدأ الحفل بأغنية استعراضية جريئة سخر فيها النجوم من قضايا جدلية كثيرة، بينها التنوع في الإنتاجات الهوليوودية، وسط دعم ومساندة الحضور. وسريعا أخلى المسرح لمقدمي الحفل "كولن جوست" و"مايكل تشي" اللذين أطلقا دعابات كثيرة يتعلق بعضها بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والبعض الآخر بحركة "أنا أيضا" المناهضة للتحرش الجنسي، خصوصا بعد تورط إحدى قياداتها الممثلة الإيطالية "آسيا أرجنتو" في قضية جنسية مع ممثل مراهق!!.
وسط ضحك وإعجاب الجمهور من العرض السريع والدعابات الكوميدية الجريئة والإسقاطات السياسية، اعتلى المسرح المخرج "غلين وايس" الفائز بجائزة "إيمي" لتنظيم حفل "الأوسكار" ليعرض الزواج دون مقدمات على حبيبته "جان سفيندسن" الموجودة وسط الحضور.
توجه "غلين" بالشكر إلى جان لدعمها له، وقال: "تتساءلين لماذا لم أعد أسميك حبيبتي؟ هذا لأنني أريد أن تكوني زوجتي".
اعتلت العروس المندهشة "جان" المسرح وسط تصفيق وهتاف الحضور، فركع "غلين" أمامها، وألبسها خاتم والدته، في لحظة عاطفية نالت ترحيب نجوم هوليوود وإعجاب وثناء المشاهدين عبر "السوشيال ميديا".
لم تخل ليلة "إيمي" من مفاجآت حماسية على صعيد تكريم وجوه درامية أشاد بها الجمهور والنقاد كثيرا، وتجاهلتها الجوائز، أولها منح الممثل "هنري وينكلر" جائزة أفضل ممثل مساعد في مسلسل كوميدي، وهو الذي ترشح لجائزة "إيمي" ثلاث مرات من قبل في السبعينيات وخرج خاوي الوفاض، حتى نالها وهو في الثانية والسبعين من عمره، عن دوره في مسلسل "باري". وعند استلامه الجائزة قال "وينكلر" مازحا إنه كتب كلمة الفوز منذ 43 عاما عندما ترشح أول مرة لجائزة "إيمي" عن دوره في مسلسل "الأيام السعيدة".
مفاجأة أخرى تمثلت في نجاح غير متوقع لمسلسل "ذي مارفيلوس ميسز مايزل" عن قصة ربة منزل تتحول إلى كوميدية.. نال العمل ثماني جوائز "إيمي" بما فيها جائزة أفضل مسلسل كوميدي.
ثالث المفاجآت مع مسلسل "ذي هاندمايدز تايل"، الفائز بجائزة أفضل مسلسل درامي العام الماضي، والمرشح بقوة لحصد جوائز عدة هذا العام، لكنه خرج خالي الوفاض دون جوائز، بعدما نال ثلاث جوائز تقنية صغيرة الأسبوع الماضي.
ومن بين الفائزين بجائزة "إيمي" للمرة الأولى رغم الإشادة الدائمة الفنان الويلزي "ماثيو ريس"، وحاز جائزة أفضل ممثل درامي عن دوره في المسلسل التشويقي "ذي أميريكنز"، كما فازت "كلير فوي" بجائزة أفضل ممثلة درامية لتجسيدها شخصية الملكة إليزابيث الثانية في مسلسل "ذي كراون".
وتستمر مفاجآت الليلة بتحطيم مسلسل "صراع العروش" أو "غايم أوف ثرونز" رقمه القياسي السابق كأكثر عمل نال جوائز "إيمي" منذ تأسيس أكاديمية التليفزيون هذه المكافآت في العام 1949، وذلك بعد حصده هذا العام تسع جوائز ليصبح إجمالي عدد جوائزه 47.. وتوج "غايم أوف ثرونز" خلال الحفل بجائزة أفضل عمل درامي وهي الأبرز ضمن مكافآت "إيمي"، وحاز نجم المسلسل "بيتر دينكليج" جائزة أفضل ممثل مساعد عن تجسيده شخصية "تيرايون لانيستر".
وتمكن مسلسل "ميسز مايزل" من إزاحة جميع منافسيه في فئة الأعمال الكوميدية، حاصدا ثماني جوائز بينها جائزتا أفضل تمثيل نسائي للثنائي "رايتشل بروزنهان" وشريكتها في البطولة "أليكس بورستين" إضافة إلى جائزة أفضل مسلسل.
ونالت "تاندي نيوتن" جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن مسلسل "وست وورلد". كما فاز مسلسل "ذي أساسينايشن أوف جاني فيرساتشي" بجائزة أفضل مسلسل قصير وجائزة التمثيل لـ"دارين كريس" الذي لقي الاستحسان بفضل أدائه دور "إندرو كونانان" قاتل المصمم الإيطالي فيرساتشي.
واقتنص برنامج "ساترداي نايت لايف" جائزة أفضل برنامج للمقاطع الساخرة. بينما انتهت المنافسة بين وسائل البث التليفزيوني التقليدية والمنصات الجديدة بالتعادل بين عملاق البث التدفقي "نتفليكس" وقناة "اتش بي أو" إذ نال كل منهما 23 جائزة "إيمي" عن أعمالهما.
كسبت جوائز "إيمي" تحدي استعادة الجمهور بلمسات بسيطة مؤثرة بانتظار ما يسفر عنه التغيير في حفلات جوائز هوليوود المقبلة.
