حادث اللاذقية.. محاولة لاغتيال «الأسد» أم بروفة للصدام الكبير؟!
الأسئلة أكثر بكثير من الإجابات في حادث إسقاط الطائرة الروسية "إيل 20" أمس فوق اللاذقية بسوريا الشقيقة.. فما الذي يدفع العدو الإسرائيلي للقيام بعملية عدوانية، وهو من المؤكد على علم بوجود الطائرة الروسية؟ وبالمعكوس كيف لم تلجأ الطائرة الروسية للمناورة والحذر، وهي من المؤكد على علم بوجود سرب الطائرات الإسرائيلية، حيث إن الطائرة "إيل 20" هي أصلا طائرة حرب إلكترونية واستطلاع وتحمل رادرا متطورا وماسحا للأشعة وكل الإمكانيات المتقدمة؟
هل كان الإصرار وراءه معلومات عن تواجد الرئيس بشار في مكان ما باللاذقية التي حتى اللحظة تعتبر المحافظة الأكثر أمنا بسوريا؟ هل اعتقد العدو الإسرائيلي أن تحركات الرئيس بشار ستكون أقل تحفظا في إجراءات الأمن بسبب الاعتقاد أنه لن تتم أي عمليات عدوانية بسبب احتفالات اليهود بليلة عيد الغفران الموافق 18 سبتمبر أمس؟
ام أن الرئيس بشار ووفقا لما هو متاح لم يغادر قصر الشعب غرب دمشق على جبل المزة بالقرب من جبل قاسيون الشهير بدمشق-نسخة شبيهة بجبل المقطم بالقاهرة- وهو القصر المجهز بنظام أمني كبير والمحصن بنظام دفاع جوي عالي الكفاءة؟!
أم أن السيناريو السابق كله غير صحيح، ونبقي أمام سيناريو آخر وهو أننا نقف أمام فخ روسي نصب بكفاءة لإسرائيل لعبت فيه المخابرات الروسية دورا كبيرا، حتى لو كان الثمن هو الطائرة الروسية بمن عليها وهدفه في الأخير إعلان مناطق واسعة في سوريا كمناطق حظر طيران يمنع فيها تحليق أي طائرات بخلاف سلاح الجو الروسي والسوري؟
لكن لماذا ذلك وعملية إدلب تم تأجيلها بعد الاتفاق الروسي التركي أمس الذي رحبت به سوريا ويقضي بتسليم المعارضة الإرهابية الأسلحة الثقيلة والانسحاب إلى مناطق أخرى؟! أم أن الهدف منح سوريا أنظمة دفاع جوي متطور تفوق صواريخ إس 200 التي أسقطت الطائرة الروسية بالخطأ وأسقطت من قبل الطائرات الإسرائيلية وهي نفسها صواريخ سام 5 الشهيرة، لكنها قياسا إلى إس 300 وإس 400 تعد قديمة جدا؟!
أم أن التصورات السابقة غير صحيحة، وأن الأمر ليس إلا عدوانا صهيونيا معتادا تقول الارقام إنه تجاوز الـ200 في 5 أعوام، لكنه أثبت يقظة الدفاعات الجوية السورية؟ على كل حال الواضح جدا وقبل حديث بوتين عما أسماه "تعقيدات كانت وراء الحادث" فإن وزارة الدفاع الروسية كانت الأكثر تشددا في الحادث من بين المؤسسات الروسية واتهمت صراحة إسرائيل منذ اللحظة الأولى وتوعدت بالرد، واتهم عسكريون روس سابقون في تصريحات علنية كان أهمها-وهم طبعا متحررون من القيود الدبلوماسية ومن أي التزامات وظيفية- إسرائيل بالدولة العدو، ودعوا إلى قطع العلاقات معها مثل الجنرال ليونيد إيفاشوف الذي تفاخر برفضه الدائم دعوات لزيارة إسرائيل فهل يصل غضب المؤسسة العسكرية الروسية إلى تصعيد في المواجهة بين روسيا وإسرائيل أم هي بروفة لصدام روسي أمريكي ؟!
الطائرات الإسرائيلية أطلقت قنابلها الموجهة من على بعد 110 كيلو مترات، ولكنها تعلم أنها على مرمى النيران السورية التي تصل إلى 300 كيلو متر، وبالتالي الاقتراب من الطائرة الروسية التي سقطت واتخاذها ستارا، وبالتالي سقوطها بصاروخ سوري بطريق الخطأ، كان من المؤكد متعمدا كما قالت وزارة الدفاع الروسية!
وهكذا وسط أسئلة لا تنتهي نظل في انتظار الإجابات عنها أو حتى بعضها في الأيام أو الساعات المقبلة ليبقي المؤكد الوحيد في الأمر أن سوريا تسير بخطي ثابتة لتحرير كافة أراضيها بالآلة العسكرية مرة وبالدبلوماسية- حتى بغير الرضا الكامل عن نتائجها- مرة أخرى.. لكن هكذا الصراعات الكبرى تحتاج إلى الصبر والنفس الطويل والقدرة على توزيع الأدوار والتكتيك الجيد!