رئيس التحرير
عصام كامل

«ناقوس الخطر» في بحيرة العليقات.. أزمات تهدد استزراع 160 طن سمك سنويا بالخانكة.. المدفن الصحي ونفوق الأسماك المجاورة للاستزراع.. المياه الكبريتية تعيق المشروع.. وخبراء يحذرون من وقوع كارثة

فيتو

منذ أشهر كانت بحيرة عرب العليقات التابعة لمركز الخانكة، محل حديث الجميع بعدما قام الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة والدكتورة منى محرز نائب الوزير للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، والدكتور خالد الحسني رئيس هيئة الثروة السمكية، بوضع حجر الأساس لأول مشروع للثروة السمكية ببحيرة عرب العليقات بالخانكة لإنتاج 160 طن سمك سنويا.


ثروة عملاقة
وهذا المشروع في ظاهره ثروة عملاقة وإضافة كبيرة لاقتصاد القليوبية وأيضا لاقتصاد مصر، وفي باطنه العديد من الخبايا والأسرار أهمها تتعلق بوجود البحيرة قرب المدفن الصحي مما قد يهدد المشروع وأيضا وجود بعض الأسماك الكبيرة التي من الممكن أن تهدد "الزريعة" وتلتهمها وما حدث منذ أيام بنفوق 1.5 طن من الأسماك في بحيرة مجاورة لمنطقة الاستزراع، إضافة إلى أن نفس المشروع تم طرحه منذ عامين على أنه مشروع للسياحة العلاجية ولا يصلح لتربية الأسماك.

مساحة البحيرة
البحيرة تقع على مساحة 84.26 فدان وعمقها من 40-45 مترا تقريبا، ظهرت منذ 10 سنوت تقريبا حيث كانت أرضا لاستخراج صخور البازلت تتبع شركة للثروة المعدنية "المحاجر" والتي كنت تستخدم "مواتير" لرفع المياه التي كانت تظهر أثناء الحفر، لكن بعد تصفية أعمالها وتوقف تلك "المواتير" وهجر عمال الشركة للمكان بدأت تتجمع المياه إلى أن وصلت لوضعها الحالي، ثم أنشأت الحكومة مواسير لصرف المياه وتحويلها لإحدي الترع الجانبية حتى لا تزيد على حد البحيرة وتغرق المناطق المجاورة.

المدفن الصحي
وبتعاقب المسئولين على محافظة القليوبية، حاولوا استغلال المكان الموجود وسط تربة رملية محيطة به، لم يكن يعيقهم سوي إحاطة المدفن الصحي بأبو زعبل والذي يتجمع به كافة مخلفات ونواتج محافظة القليوبية، مما يثير الشكوك حول صلاحية المكان.

المياه الكبريتية
ففي أثناء تولي المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية، عام 2015م، أعلن عن مشروع ضخم لتحول البحيرة إلى أكبر منتجع سياحي ترفيهي، إضافة إلى كورنيش ممتد بطول شاطئ البحيرات، مشيرا أنه تم تخصيص 70 فدانا، حول المنطقة لإقامة أول مدينة طبية للسياحة العلاجية بالمنطقة وطرحها للاستثمار العالمي حيث إن المياه "كبريتية " وفقا لتقارير اللجان التي تم إرسالها للبحيرة، منوها أنه تم تشكيل لجنة للرفع المساحي على الطبيعة وإسناد المشروع لأحد المكاتب الاستشارية.

مشروع الاستزراع
منذ أشهر زار وزير الزراعة المكان يرافقه اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية السابق، وتم وضع 100 ألف من "زريعة" السمك، لتحويل المكان إلى مزرعة سمكية، لكن الأزمة هي اعتراض الأهالي لسببين.. الأول: أن البحيرة يحيط بها المدفن الصحي لمحافظة القليوبية بالكامل وهو المدفن الصحي بأبو زعبل من ناحيتين الأولى على بعد 20 مترا والناحية الثانية 50 مترا مما يؤثر على صلاحية الأسماك بسبب سقوط أجزاء من مخلفات المدفن داخل البحيرة خاصة في وقت نشاط الرياح، مما قد يؤثر على الثروة السمكية بها ويصيب السمك بأمراض خطيرة.

الأسماك الكبيرة
والأزمة الثانية كما يوضحها مسئول بمجلس مدينة الخانكة في وجود أسماك كبيرة استطاعت مقاومة عوامل التلوث البيئي، حيث إن المنطقة مفتوحة حاليا للصيد للمواطنين.

من جانبه، يشير الدكتور محمد إسماعيل معيد بكلية الزراعة بجامعة المنوفية والمتخصص في مجال الاستزراع السمكي، أن وجود المدفن الصحي بالقرب من بحيرة عرب العليقات خطير ويؤثر على صلاحية الأسماك خاصة لوجوده بمسافة صغيرة جدا وهي 20 مترا، مشيرا أن المسافة المحددة علميا كفاصل بين المسطحات المائية التي يتم استزراع الأسماك بها، والملوثات المجاورة حتى لا يؤثر ذلك على الثروة السمكية.

ومن جانبه أشار اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية السابق أنه في عهده قام مركز البحوث الزراعية بأخذ عينات من المياه وهو من أوصي بالاستزراع السمكي، مشيرا أنه تم إطلاق 30 ألف زريعة سمكية تنتج أكثر من 160 طن سمك سنويا، من أسماك العائلة البورية والبلطي النيلي والبلطي الأحمر، فضلًا عن استغلالها لراغبي الصيد من الهواة.

نقل المدفن
وأكمل المحافظ أن هناك خطة لنقل المدفن الصحي عن طريق أرض صحراوية خلف مدينة العبور تم تخصيص منها 65 فدانا لإقامة مدفن لمحافظة القليوبية، 65 فدانا أخرى لإقامة مدفن لمحافظة القاهرة.

لجنة فحص
من جانبه، يشير طلال ربيع نائب رئيس مركز ومدينة الخانكة، أنه فور علم الدكتور علاء عبد الحليم محافظ القليوبية بنفوق الأسماك بإحدي البحيرات بعرب العليقات أمر بتشكيل لجنة، مكونة من باحثين بمعهد الصحة الحيوانية، الإدارة البيطرية بالهيئة العامة للثروة، معمل بقايات المبيدات والأغذية وأحمد رزق رئيس وحدة عرب العليقات.

وتم التوجه إلى 3 بحيرات وتبين أنها في حدود 70 فدانا ومن المعاينة الظاهرية للمياه تبين لجميع اللجنة عدم وجود أي مخلفات أو أي أسماك نافقة بالمسطح الموجود به الزريعة السمكية التي تم وضعها بالبحيرة، وتم سحب عينة مياه من قبل اللجنة وتم الانتقال للبحيرة الثانية الموجودة أمام السجن الحربي وهي على مساحة 20 فدانا ومن المعاينة الظاهرية للبحيرة للجنة عدم وجود أي أسماك نافقة أيضا.

البحيرة الثالثة
وتم الانتقال للبحيرة الثالثة بمساحة 40 فدانا وهي بين البحيرتين السابقتين، وتبين من المعاينة الظاهرية وحود أسماك عبارة عن بلطي نيلي في حدود من 70 إلى 80 جراما تقريبا السمكة وهذا السمك النافق في حدود طن ونصف تقريبا، منوها أنه تم أخذ عينة مياه وعينة أسماك نافقة وذلك لعمل التحاليل اللازمة من قبل الجهات المختصة كما تبين وجود خراف نافقة بجوار هذه البحيرة.

التخلص من الأسماك النافقة
وقد أوصت اللجنة بضرورة التخلص من الأسماك النافقة بمعرفة إدارة المصايد مع شرطة المسطحات المائية، وضرورة وجود تأمين وحراسة لهذه البحيرات لمراقبة ما يحدث لهذه البحيرات.
الجريدة الرسمية