تفاصيل خطة الشيطان للاتجار في الأعضاء البشرية.. شاب يخطط لـ«بيع طفل» وتقطيعه.. إعلان تبرع بـ«كلية» على فيس بوك بداية الجريمة.. والمتهم: «كنت عاوز أبقى غني واشتري عربية»
رغم صغر سنه، فإن حلم الثراء السريع كان يراود صاحب العشرين عاما، وبدلا من أن يجتهد في دراسته للحصول على شهادة تمكنه من الالتحاق بعمل مناسب يحقق من خلاله كل أحلامه، انساق وراء شيطانه الذي زين له اختطاف طفل صغير من أقاربه، وبيع أعضائه كقطع غيار بشرية، لكن مغامرته انتهت سريعا بعد أن انكشف أمره وسقط في قبضة رجال الشرطة.
حكاية "عبد الله" أو تاجر الأعضاء البشرية الصغير، بدأت من أمام شاشة الكمبيوتر، فأثناء تصفحه لموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وقعت عيناه على إعلان صغير كتبه شخص مجهول، يطلب فيه متبرع بكلية مقابل "60" ألف جنيه، سال لعاب عبد الله على المبلغ، خاصة أنه يحلم بتحقيق الثراء وامتلاك سيارة حديثة في وقت قصير.
الشيطان يفكر
وتواصل عبد الله مع صاحب الإعلان عبر "الشات" واكتشف أنه سمسار أعضاء بشرية، وعرف منه جميع تفاصيل العملية، وفوجئ بالسمسار يطلب منه بيع كليته، واستلام الأموال فورا، بعد تفكير قصير رفض الشاب المخاطرة بحياته، واقترح على السمسار استدراج طفل من أقاربه، وأخذ كليته، وافق السمسار على هذا الاقتراح وطالبه بسرعة التنفيذ.
لم يضيع عبد الله وقتا وتواصل مع إحدى قريباته المقيمة في محافظة الشرقية، وعرض عليها استضافة نجلها البالغ من العمر 11 عاما، لعدة أيام في القاهرة، للتنزه في معالمها السياحية وحدائقها المميزة، وبعد إلحاح من الطفل وافقت الأم على سفره بمفرده.. وفي منطقة المرج فوجئ الصغير، بقريبه الشاب يحتجزه في أحد المنازل، ويجري اتصالات مع سمسار الأعضاء البشرية، للاتفاق على موعد إنهاء العملية وجميع تفاصيلها.
على الجانب الآخر، وصلت معلومات إلى الأجهزة الأمنية بالقاهرة، عن استدراج طالب في العشرين من عمره، لطفل صغير واحتجازه في بالمرج، تمهيدا لتقديمه لأحد تجار الأعضاء البشرية مقابل 60 ألف جنيه.
أكدت التحريات صحة المعلومات، وعلى الفور تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وداهمت قوة من رجال الشرطة الشقة التي يتواجد بها الشاب مع الطفل، وألقت القبض عليه، واقتادته إلى قسم الشرطة
دموع التماسيح
وفى التحقيقات انهار "عبد الله" واعترف بارتكاب الواقعة قائلا: "ضعفت أمام إغراء المال.. كنت أرغب في تكوين ثروة دون عمل أو تعب، وعندما شاهدت الإعلان فكرت في بيع كليتي أنا، ثم خشيت على حياتي، فعقدت العزم على استدراج "ناصر" وتسليمه للسمسار والحصول على الأموال، لم أكن اعتزم إيذاء الطفل، وكان الاتفاق على أخذ كلية واحدة فقط، أنا نادم على جريمتي فقد ضيعت مستقبلي في لحظات".
بعد الانتهاء من تحرير المحضر اللازم في قسم الشرطة، تمت إحالة المتهم إلى النيابة العامة التي بدأت تحقيقات موسعة معه.. وكشفت مصادر خاصة عن أن الأجهزة الأمنية تكثف تحرياتها لجمع المعلومات حول السمسار، ومعرفة ما إذا كان يعمل ضمن شبكة كبرى للاتجار في الأعضاء البشرية أم لا.