«الجونة.. سنة تانية مهرجان».. مؤسسة مستقلة لرعاية «كان الشرق الأوسط».. «عائلة ساويرس» تواصل الدعم.. والإدارة تبحث عن التمويل الذاتي.. 10 رعاة لتمويل المهرجان إلى جانب شرك
ربما لم تشهد الأراضي المصرية إقامة مهرجان سينمائي طوال الـ100 عام الماضية، إلا وكانت الدولة الداعم الأول له، سواء من حيث التمويل أو الدعم اللوجيستي، لكن دائمًا ما نقرأ تصريحات إدارات تلك المهرجانات عن تعنت الوزارات المختلفة في تأدية دورها، سواء من حيث الدعم المطلوب أو الخدمات الواجب توافرها، لذلك لم يضع المهندس نجيب ساويرس نفسه في هذا الموقف، وقرر منذ البداية إقامة مهرجان الجونة بتمويله الشخصي هو وشقيقه المهندس سميح ساويرس، حيث تكفلا بجميع نفقاته من البداية حتى النهاية، حتى الأرض التي أقيم عليها المهرجان، اختارا أن تكون مدينة الجونة المملوكة لسميح ساويرس.
ولأن نجيب ساويرس كان لديه تجربة سابقة في دعم مهرجان القاهرة السينمائي، ولمس بنفسه الصعوبات والتعقيدات والعقبات التي تواجه صناع المهرجانات المصرية، فتحمل تمويل مهرجان الجونة السينمائي بالكامل في دورته الأولى، وقد كان تخطيط إدارة المهرجان منذ دورته الأولى أن يتم تدشين مؤسسة قائمة بذاتها لتمويل المهرجان سنويًا، وهذا ما أكده انتشال التميمي مدير المهرجان في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، حيث قال إن دور المهندسين نجيب وسميح كبير في دعم المهرجان، لكنهما يتفقان معه في ضرورة تكوين مؤسسة خاصة لتقوم بتمويل المهرجان في السنوات المقبلة من خلال جلب رعاة كُثر للمهرجان، وهو ما يضمن استمراره سنويًا بنفس الكفاءة التي ظهر بها في دورته الأولى، حيث أوضح أن دور سميح ونجيب في دعم المهرجان غير محدود من حيث التمويل وتوفير كل الخدمات، حتى المشورة والرأي وجلب النجوم وكل شيء يستطيعان فعله.
وأضاف التميمي: "نود أن نؤكد أيضًا أن هذا المهرجان ليس مهرجان عائلة واحدة لكنه مهرجان مجموعة من الشباب يحصلون على دعم من مجموعة من رجال الأعمال على رأسهم الإخوان ساويرس، وهذا النشاط سيكون مفتوحا أكثر في السنوات المقبلة لمساهمات متنوعة بحيث يكون مؤسسة قائمة بذاتها، وهي التي ستحافظ على إمكانية استمرار المهرجان وأن يكون له مستقبل كبير".
وما يؤكد كلام انتشال التميمي هو أن المهرجان العام الماضي كان يعتمد في تمويله كاملًا على عائلة ساويرس، لكن هذا العام اعتمد التمويل بشكل أساسي على الكيانين العملاقين "أوراسكوم للتطوير" و"أوراسكوم للاستثمار"، بالإضافة إلى أكثر من 10 رعاة آخرين منهم "التجاري وفا بنك"، شركة الاتصالات "أورانج"، وشركاء المهرجان "الجونة"، "بلتون المالية"، "إنارة"، "مكادي هايتس"، إضافة إلى دعم من شركة "كارير"، والشريك التسويقي "JWT"، وشريك النقل "كريم"، ورعاية وزارتي الثقافة والسياحة والمركز القومي للسينما، بالإضافة إلى اتفاق مع قنوات CBC لتكون القناة المنوط بها نقل فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي.
ولم يكتف صناع المهرجان بذلك، بل قاموا للعام الثاني على التوالي بعقد شراكات دولية مع عدة مؤسسات، منها مؤسسة "فارايتي" التي ستقدم جائزتها السنوية لأفضل موهبة عربية، وهي الجائزة التي حصل عليها العام الماضي المخرج اللبناني زياد دويري، وشراكة أخرى مع "فيستيفال سكوب" التي من خلالها يتمكن ضيوف المهرجان من مشاهدة الأفلام في مكتبة متاحة خلال فترة المهرجان وتستمر لمدة 10 أيام بعد انتهائه.
كما تستمر الشراكة للعام الثاني أيضًا مع "آسيا باسيفك أوورد" حيث قام المهرجان بترشيح 3 أفلام عربية لمنصتها، ويعقد المهرجان في دورته الثانية شراكة جديدة مع مؤسسة "يونيفرانس" الفرنسية، وهي المؤسسة المعنية بتوزيع الفيلم الفرنسي خارج فرنسا، وتسهيل عرض الأفلام الفرنسية في المهرجانات الدولية من خلال خلق جسر تواصل بين تلك المهرجانات وكبرى شركات توزيع الأفلام في فرنسا، ويعد ذلك التعاون فرصة استثنائية إذ أنها أتيحت لمهرجان عمره عام واحد فقط، في الوقت الذي تكون مشاهدة الأفلام عن طريق قاعة "يونيفرانس" متاحة للمهرجانات الكبيرة والراسخة.
وأكد انتشال التميمي أن إدارة المهرجان لديها رغبة قوية في التوصل إلى صيغة تسمح باستمرار المهرجان، وذلك من خلال ملف الرعاية، حيث أوضح أن القدرة على الاستمرار تعتمد على مرتكزين أساسيين، الأول هو ترشيد الإنفاق، والثاني هو خلق الظروف الملائمة لاستقطاب اهتمام الجهات الداعمة كي تكون بمثابة السياج الذي يحمي المهرجان والدعامة الأساسية التي ترسخ وجوده.
"نقلا عن العدد الورقي..."