الراسي تستحق الدعم لا الجلد
قبل نحو أسبوع نفت الممثلة اللبنانية "نادين الراسي" في فيديو "لايف" عبر "سناب شات" وجود أي خلافات مع أبنائها الثلاثة، وأنها تشكر الله على علاقتها المميزة معهم. لكنها في الفيديو نفسه هاجمت الدين الإسلامي، ردا على من دعاها لارتداء الحجاب أسوة بزميلتها المغنية أمل حجازي، رغم علمه أن نادين مسيحية.
تعاملت الراسي مع الموقف بعصبيتها واندفاعها الدائمين ثم عادت وأوضحت أنها قد تكون راهبة في يوم من الأيام إذا أراد الله.
لم يمر على هذا الموقف سوى ثلاثة أيام، وباتت نادين حديث الإعلام اللبناني على تنوعه و"السوشيال ميديا"، إذ اختلفت مع أكبر أولادها مارك، وتعاملت بطريقتها المعتادة، حيث أرسلت تسجيلا صوتيا إلى من تثق فيهم من أصحابها وأصدقاء ابنها تتهمه فيه باكية بأنه تعدى عليها بالضرب وسرق سيارتها وغيره الكثير، وكالعادة تسرب التسجيل ونشرته إحدى القنوات.
فاضطر مارك إلى الدفاع عن نفسه ورد بتسجيل أنكر فيه بأدب جم ما قالته والدته، كاشفا عن أنها حاولت الانتحار قبل المشكلة بيومين وأنه أنقذ حياتها، ودعاها لاستكمال العلاج النفسي الذي بدأته قبل فترة ثم انقطعت عنه. وأنه لا ينكر تضحياتها التي تحدثت عنها من أجله وأخويه الأصغر منه، ورغم كل شيء فهو يعتذر لها رغم عدم رضاه عن نمط حياتها، خصوصا أنه يدرس طب ويعرف نتيجة نوبات الهيستيريا التي تعتريها على حياتها.
تابعت الراسي تصريحاتها المستفزة وكشفت أمورا عائلية وشخصية لا يجوز الحديث فيها للإعلام، أو الكتابة عنها في "السوشيال ميديا"، متهمة حبيبة ابنها بتحريضه للاعتداء على أمه.. وعندما خاضت نادين في أمور غاية في الخصوصية استغل الإعلام الفرصة لتحقيق "السبق على جراح أسرة تنهار"، إلى أن دعاها قلة قليلة من العقلاء والصادقين إلى هجرة "التواصل الاجتماعي" والإعلام، والاكتفاء بما حصل.
استجابت نادين ونشرت رسالة شكرت فيها من دعمها خلال مسيرتها الفنية الناجحة وختمتها بـ "حان وقت الوداع" ثم أغلقت حساباتها.. فسر الغالبية الرسالة بأنها اعتزال التمثيل. لكنني كنت على يقين أنه ابتعاد مؤقت عن "التواصل الاجتماعي" حتى تهدأ النفوس وتلم شمل العائلة وتصلح ما أفسده اندفاعها ومعاناتها النفسية، وليس اعتزالا.
نشر مارك أمس رسالة اعتذار أخرى إلى والدته، متهما من كانوا يعتبرونهم "من العيلة" بتسريب التسجيل الصوتي لإفساد علاقة نادين وابنها، لكنه سيقطع عليهم الطريق باعتذاره لأمه.
تلقفت الراسي اعتذار ابنها ونشرت صورته معها على "انستجرام" معلقة: "متلَك بالدِّني يا مارك ما في، لهيك غلطة صغيرة منَّك بتنهي بنظري الكون وما فيه". لكنها توعدت أيضا مسربي التسجيل: "العدالة على الأرض مهرب منّا ما في.. أمّا عدالة السَّمَاء كابوس كلّ ليلة رح يحلموا فيه".
تجسد الفنانة نادين الراسي نموذجا صارخا للتناقض والازدواجية، فهي تعيش النجومية والنجاح الفني من ناحية والفشل الأسري والاحتياج العاطفي من ناحية ثانية، ما جعلها تتصرف بعدوانية وتختلق قصص وتنشر تفاصيل حياتها في "السوشيال ميديا" بشكل مبالغ فيه.
الراسي التي "جلدها وقسا عليها الإعلام" ولم يرحمها أحد طوال الأيام الماضية، تستحق "الدعم والشفقة" رغم نجوميتها، لأنها إنسانة تحملت المسئولية في سن مبكر جدا، فقد تزوجت وعمرها 17 عاما، وأنجبت مارك بعد عام واحد، ثم انفصلت عن زوجها الطبيب حاتم حدشيتي سريعا، لتتزوج جيسكار أبي نادر وتنجب منه ابنيها كارل ومارسيل، وبعد خلافات كثيرة انفصلت عنه، واتهمته بسرقة أموالها التي جنتها من التمثيل، وخاضت ضده معارك قضائية للاحتفاظ بحضانة أولادها، وهكذا تحملت نادين وحدها مسئولية أولادها الثلاثة.
مع انتعاش الدراما اللبنانية باتت الراسي نجمتها الأولى بلا منازع، لكن في السنوات الأخيرة طغت نجومية وانتشار سيرين عبدالنور، نادين نسيب نجيم، هيفاء وهبي، وماغي بو غصن، وظلت نجومية الراسي محصورة في الأعمال اللبنانية المحلية، ما أثر سلبا على نفسيتها. وزاد من التأثير السلبي فضيحة انتشار صور حميمية لها مع حبيبها، فاضطرت إلى الاعتراف بأنها على علاقة معه وأن الصور كانت أمانة لدى صديقتها المقربة، لكنها خانتها ونشرتها مسببة لها وله فضيحة.
مرة أخرى نشرت نادين صورة خاتم خطوبة في يدها وبجوارها يد رجل لم تكشف عن هويته وأعلنت عن ارتباطها.. وبعد فترة قالت انها اختلقت القصة حتى تبعد عنها من يريدون الارتباط بعلاقة، لأن النظرة للمطلقة سيئة، خصوصا لو كانت فنانة.. وغيرها الكثير من القصص المرتبطة بحياة نادين الراسي، مما يثبت صحة كلام ابنها مارك بضرورة خضوعها لعلاج نفسي يعيد تأهيلها مرة أخرى بعيدا عن جلد واستغلال الإعلام.