مدير الأونروا: الكرامة لا تقدر بثمن ولا نتخلى عن فلسطين
عبر مدير عام الأونروا عن شكره للسخاء المفرط لأعضاء وقادة جامعة الدول العربية، على قيامهم بحشد المزيد من التمويل في هذه السنة الحرجة للغاية للوكالة.
وقال خلال كلمته اليوم أمام الدورة الـ150 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى أن الظروف الدراماتيكية لوضع الأونروا المالي ليست خافية عليكم، وذلك في أعقاب قرار الإدارة الأمريكية بتخفيض التمويل لوكالتنا بمقدار 300 مليون دولار.
وأوضح أن الوكالة أطلقت جهدا عازما وحملة أسميناها "الكرامة لا تقدر بثمن" للتغلب على عجز سنوي إجمالي بقيمة 446 مليون دولار.
وأضاف: في هذا السياق، فإنني أود أن أشيد باحترام، وبالنيابة عن الأونروا، بالطاقة وبالدفاع الدؤوب للأمين العام شخصيا. وإنني أود أن أقدم التحية لدور البلدان المضيفة والطاقة والحيوية التي أظهرتها الأردن وفلسطين ومصر، إضافة إلى البيانات الأخيرة التي صدرت عن لبنان.
وأعرب أيضا عن امتنانه الشديد للتبرعات الاستثنائية بمبلغ 50 مليون دولار من كل من دولة قطر، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، علاوة على الدعم التاريخي من الكويت.
وأوضح أنه جنبا إلى جنب مع التمويل الإضافي من المانحين الآخرين، فإن سخاءكم الممتاز قد سمح لي بأن أفتح مدارسنا في الموعد المقرر أمام 526،000 طالب، لقد كانت تلك أفضل استجابة ممكنة للتحديات التي واجهناها.
ونوه إلى أنه اتخذ هذا القرار لحماية الحق في التعليم، وذلك كمساهمة في الاستقرار الإقليمي، وكتقدير للثقة الكبيرة من المانحين الذين ساعدونا في التعامل مع أزمتنا غير المسبوقة.
مضيفا، أعلنت الولايات المتحدة علنا بأنه لن يكون هنالك أي تمويل إضافي للأونروا. وفي رسالة مفتوحة قمت بتوجيهها للاجئين ولموظفي الأونروا، أعربت عن أسفي وخيبة أملي العميقين لهذا القرار الذي يأتي من المانح الأكثر سخاء وثباتا لنا تاريخيا.
وركز على أنه في نهاية المطاف، فإن قرارا صادرا عن دولة عضو في الأمم المتحدة بالتبرع للأونروا من عدمه يعد قرارا سياديا، إلا أنني أقول لكم وبتصميم كبير بأنه لن يقوم بأي حال من الأحوال بتغيير تصميم الأونروا على تقديم خدماتها للاجئي فلسطين وتنفيذ مهام الولاية الموكولة بها.
وأشار إلى أنه شجع كثيرا بالعدد الكبير من بيانات الدعم التي صدرت عن الحكومات والمؤسسات على مدار الأيام العشرة الماضية.
واستطرد: مع الإعلان الأمريكي، كانت هنالك اقتراحات متجددة مفادها أن الأونروا تعمل على إدامة وضع اللجوء. وإنه لأمر معروف للجميع بأن الفشل في حل النزاع وإيجاد حل يحترم حقوق وشواغل وطموحات كلا طرفي النزاع بين إسرائيل وفلسطين هو الذي يعمل على إدامة العنف ونزع الملكية والإذلال والاحتلال.
وأضاف: لقد قلتها من قبل: لا يستطيع أحد حل المشكلات في المنطقة عن طريق شطب 5،3 ملايين لاجئ من فلسطين.
وأوضح أن المعاناة والألم الشديدين للاجئي فلسطين الذين يعيشون تحت الاحتلال أمر واقع. وفي وقت سابق من هذا العام، قمت بزيارة العديد من المتظاهرين الذين أصيبوا بجراح خلال مسيرات الاعتراض – التي كانت مسالمة إلى حد كبير – في غزة. لقد كانت الإصابات مروعة وكان عدد الإصابات أكثر من الإصابات التي وقعت خلال عدوان عام 2014 الذي استمر 50 يوما.
وركز على أن الإحساس بالفقد وباليأس لدى لاجئي فلسطين في سوريا كبير جدا. لقد زرت مخيم اليرموك في تموز؛ وما كان يوما ما ضاحية فلسطينية مزدهرة في دمشق قد أصبح اليوم أنقاضا وأطلالا جراء الحرب.
ونوه إلى أنه بالرغم من المحاولات المتكررة العديدة لتقليل أو نزع شرعية التجارب الفردية والجماعية للاجئي فلسطين، فإن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن لديهم حقوقا وفقا للقانون الدولي.
ونوه هذا السياق الاستقطابي لدرجة كبيرة، فإن خدمات الأونروا قد أخذت دورا أكثر أهمية وأصبحت مهام ولايتنا ذات أهمية أكبر. وعندما عبر الطلاب إلى داخل غرفهم الصفية في الأسبوع الماضي، كانت تلك علامة على الفخر وعلى الأمل.
وشدد على أن الأونروا لا تزال بحاجة إلى 186 مليون دولار لتضمن بقاء مدارسها وعياداتها مفتوحة وتضمن استمرارية عمل خدماتها الطارئة. إن هذا الاجتماع اليوم والفعالية الخاصة التي دعت إليها الأردن خلال الاجتماعات المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة يعدان ذا أهمية بالغة لإطلاق نداء للمزيد من المانحين للانضمام للجهود ولتأكيد التعبئة الناجحة حتى الآن.
وقال اسمحوا لي أن أدرج في هذه المناشدة طلبا متواضعا بأن يبقى مستوى دعمكم الكبير في عام 2018 مستمرا في السنة القادمة.
واختتم كلمته قائلا: إنني ببساطة لا أستطيع أن أتخيل العودة إلى طلبتنا الشجعان لأقول لهم أنني قد خذلتهم. وفي حقيقة الأمر، فلقد وعدتهم بالقول بأننا لن نقوم بخذلانهم.