قتل ودماء وغيبوبة مؤسسات المرأة والطفل!
قبل أسابيع وبعد حادث الأطفال الثلاثة بالمريوطية انتقدنا صمت مؤسسات المرأة والطفل في مصر، وقلنا بعد أيام من الحادث إنه لا حس ولا خبر ولا بيان ولا تقرير عن الحادث ولا زيارة لموقعه ولا دعوة لمؤتمر ولا دعوة لندوة لمناقشة الظاهرة.. وتوسعنا في الانتقاد المصحوب بالدهشة الكبيرة حتى طلنا المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ووزارة التضامن وأقسام علم النفس بكليات الآداب وأقسام الطب النفسي بكليات الطب، وقلنا إننا توقعنا بركان من الغضب في كل هذه المؤسسات والهيئات سيتحول إلى حركة وفعل... ولا شيء!
اليوم ومنذ الحادث المذكور وقعت حادثة ميت سلسيل التي هزت الضمير المصري والعربي، وبعدها حادث مماثل في المنيا صادم ومؤسف، وبعدها اسرة بالكامل في بنها تقول المؤشرات إن الصغار دفعوا ثمن الكراهية بين الكبار، واليوم تكتمل المصائب بحادث الشروق وتهب أسرة بالكامل بينهم أربعة أطفال ضحية لعقول غير متزنة! ونقف بعد كل مرة.. وفي كل مرة.. ونسأل ونتساءل.. وأين كل هذه الهيئات؟ ماذا قدمت وماذا فعلت؟.. ولا شيء !
الآن نسأل بحسرة: ماذا جرى للمجتمع المصري؟ السؤال السابق كان عنوانا لكتاب مهم للدكتور جلال أمين عما جري في مصر الأربعين عاما الأخيرة.. والكتاب صدر قبل سنوات! فماذا لو كتب الدكتور أمين كتابه اليوم؟! ماذا سيقول فيه؟ وقد اختلفت ـ وإلى الأسوأ ـ جرائم السنوات الأخيرة وسلوك فئات من المجتمع عن الجرائم والسلوك اللذين دفعاه ليقدم للمجتمع كتابه المهم؟!
جزء مما يجري ـ المأساة نقصد ـ هو غيبوبة هذه المؤسسات وهي مكلفة بمهام عامة.. مهمة وضرورية.. والأمانة تقتضي قيامها بها.. إلا أنها تتفرج كما يتفرج الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله!