رئيس التحرير
عصام كامل

المناعة الأخلاقية!


لكل مجتمع بشري أخطاؤه وفضائله؛ مناقبه ومثالبه.. وتزداد تلك الفضائل أو تتراجع بحسب قوة المناعة الأخلاقية لكل مجتمع وقدرته على المراجعة والتصويب.. أما أن ينتشر العنف وخصوصا الأسري في أي مجتمع فذلك مؤشر يدق نواقيس الخطر وينبه إلى ضرورة التوقف بالبحث والفحص أمام تلك الظاهرة قبل أن تبتلع المجتمع وتنحدر به إلى مدارج السقوط والانهيار الأخلاقي..


وثمة شواهد لا تخطئها عين تضعنا في مواجهة تلك الحقيقة.. فحين يقتل والد فلذات أكباده.. وحين تزهق أم، يفترض أنها ينبوع رحمة ورأفة، أرواح صغارها.. وحين يتجرد أبناء من كل صفات الإنسانية ليقتلوا والدهم بدم بارد.. فكيف يأمن مجتمع تداهمه مثل هذه الفواجع إلى حاضره ومستقبله..

كيف تحولت مجتمعاتنا بكل ما عرف عنها من تماسك أسري وفضائل بر الوالدين والرحمة بالصغار وتوقير الكبار إلى كل هذا العنف وانعدام الضمير وغياب نوازع الفطرة السوية التي تدنت وتلاشت لدرجة جعلت صاحبها أدنى شعورًا وأقل رأفة حتى من الحيوان الذي وصفه الرسول الكريم بقوله: "وإن الدابة لترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"!
الجريدة الرسمية