رئيس التحرير
عصام كامل

المعارض السورى فرحان المطر: ثورتنا يتيمة.. والأنظمة العربية تخشاها

فيتو

الأسد بنى الجيش فى أربعة عقود لقتل الشعب وليس محاربة إسرائيل
- من يسقط الطاغية لن يقبل بطاغية آخر يحل محله
- الثورة والشعب في واد والمعارضة في واد آخر

أكد المعارض السوري "فرحان المطر" أن الثورة السورية ثورة يتيمة لا تجد من ينصرها عربيا وعالميا صوت الشعب، فيها هو المتحدث الرسمى منتقدا المعارضة الممثلة فى الائتلاف والقطب السورى وغيرها التى تقف في واد آخر غير الذي يقف فيه الشعب السوري.
وأكد المطر أن الغارات الإسرائيلية على سوريا ليست الأولى، وسبقتها انتهاكات قبل الثورة، ولم يرد عليها النظام الذي لا يأل جهدا عن وصف حاله بالنظام الممانع.
وأكد المطر أول المنشقين السوريين عن التليفزيون السوري الرسمي، أن التدخل العسكري الدولي يحقن دماء الشعب السوري، منتقدا الرافضين لعملية عكسرية محدودة في ضربات استراتيجية، للنظام الذي يقتل شعبه على مرأى ومسمع من العالم. فيتو التقته وكان معه هذا الحوار

بداية كيف تنظرون في المعارضة السورية إلى "الغارات الإسرائيلية"، بعد حديث نظام الأسد عن اتفاق بين المعارضة وإسرائيل..؟
الحقيقة أن إسرائيل منذ 40 عاما تقوم بمثل هذه الانتهاكات على الأراضى السورية والنظام لم ولن يرد، وهذا أمر يعرفه السوريون، وأصبح رده المعلب على هذه الانتهاكات بأنه يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.

أما إجابتى على الشق الثانى من السؤال وهو زعم النظام بأن هناك اتفاقا بين المعارضة وإسرائيل فهذا خبل وأنه فى كل الانتهاكات السابقة لم يكن هناك حديث عن الثورة.

كيف سيكون موقفكم حال أعلن نظام "الأسد" الحرب ضد إسرائيل..؟
كل مواطن سوري يقول، إذا قامت حرب بين سوريا وإسرائيل فكلنا سنقاتل إسرائيل، ولكنه لا يجرؤ، ولا يستطيع أن يقاتل إسرائيل، فهذا النظام الذي بنى الجيش (العربي السوري) خلال 4 عقود كان يقويه لمثل هذه اللحظات، لقتل الشعب وليس لمقاومة إسرائيل، واستعادة الجولان أو فلسطين.

لكن ماذا لو فكر "الأسد" في إعلان الحرب مع إسرائيل للخروج من مأزق الثورة..؟
هو ليس من الذكاء كي يلعب مثل هذه اللعبة (فتح جبهة الجولان) بدليل أن الذي يخطر له احتمال واحد من مليون أن إسرائيل عدو لا يمكن أن يسحب الجنود السوريين من مواجهتها فقط لكي يوجه جيشه ضد المواطن السوري.

برأيك لم قامت إسرائيل بهذه الغارات الآن..؟
إسرائيل التي كانت تعيش حالة وئام وتناغم مع نظام الأسد خلال 4 عقود لم تكن تفكر بضربه، لأنه بحكم الصديق لها عمليا، والحقيقة هناك أكثر من تحليل لهذه الضربة الجوية، أولا: إسرائيل أيقنت أن النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو على وشك السقوط في أي لحظة، وبالتالي فإنه من المفيد استراتيجيا لها أن تلحق الأذى بالمخزون الاستراتيجي من سلاح وذخيرة، وهي التي ستنتقل حتما لأيدي الثوار في العهد القادم.
ثانيا: هناك من يقول أن مثل هذه الخطوة إشارة لبدء عمل عسكري تقوده أمريكا على الأرض أي أنه بالون اختبار، فأمريكا حين تقدم على عمل عسكري لابد من خطوة تمهيدية، وهنا جاءت الخطوة عبر حليفها الاستراتيجي في المنطقة.

وأيضا هناك نقطة هامة من حيث النتائج، فأنا أرى أن إسرائيل على الرغم من أنها مستودع ذخائر للنظام فهي قدمت له خدمة كبيرة حيث خطفت الأضواء عن المجازر البشعة في بانياس، وغيرها من المناطق السورية، وأيضا كأنها تؤيد بذلك حجة النظام بأنه "رمز المقاومة" لذا تستهدفه إسرائيل.

ماذا عن حديث النظام باستهداف "إسرائيل" إسقاطه لصالح المعارضة والثورة السورية..؟
الأسد كنظام ليس هدفا لإسرائيل، فهي لا ترى فيه عدوا بدليل أن الأهداف التي قصفت قريبة تماما من قصور بشار، ولم تقصفه بطلقة واحدة، فهي ربما تكون رسالة فقط، تؤكد ما تشير له هذه التصريحات.

التدخل الدولي في سوريا الآن كيف تراه..؟

نظرا للأوضاع الحالية، واختلال موازين القوى العسكرية على الأرض لمصلحة النظام بسبب الدعم المستمر من قبل إيران، روسيا، الصين، حزب الله، وحكومة المالكي في العراق أيضا، نؤيد تدخلا عسكريا برعاية الأمم المتحدة وتحديدا ضربات جوية على أهداف استراتيجية للنظام، وفرض الحظر الجوي، ولا نطالب بتحركات عسكرية على سوريا.

لكن هناك رفض عربي كبير لأي تدخل خارجي في سوريا، وهناك من لازال ينتقد التدخل في "ليبيا"، ويطلق عليهم لفظة "ثوار الناتو".

الذي يهمني هو دم الشعب السوري والحفاظ عليه، فلا يمكن لأحد أن يشكك في وطنية أي ثائر سوري على الأرض والذين يسارعون بالاتهام بحجة رفض التدخل الدولي والأجنبي، كأنهم يعطون رخصة لمزيد من القتل لأبناء شعبنا في سوريا، والأنظمة العربية تخشى من انتصار الثورة السورية لأنها تعلم أن انتصارها سيؤسس لحرية وديمقراطية، يخشون أن ينتقل تأثيرها إليهم.

هل يمكن تكرار صعود تيارات الإسلام السياسي للحكم في سوريا، وبالأخص جماعة "الإخوان المسلمين" كما الحال في مصر وتونس..؟

نحن في الثورة السورية نرفض إقصاء أي فصيل أو تيار والجميع لديهم هدف واحد هو إسقاط هذا النظام، لأن ثورتنا شعبية وشاملة، ونابعة من داخل سوريا، فهي لن تسمح بإقصاء أحد، أما المخاوف المزعومة من تكرار التجربة في دول الربيع العربي وسيطرة الإسلام السياسي على الأوضاع الجديدة فهي مخاوف مبالغة، ومن سيسقط نظام الطاغية بشار لن يسمح لأي طاغية آخر أن يحكم سوريا.
برأيك لماذ تأخر تشكيل الحكومة إلى الآن..؟
حتى الآن أثبتت التجربة أن المعارضة السياسية لم تستطع ولو للحظة أن ترتقي إلى مستوى الثورة السورية على الأرض بسبب الأداء المتخبط فى المجلس الوطنى ثم الائتلاف الوطني لقوى المعارضة، وأعيدت نفس التجربة السابقة، وإذا استمر الأداء السياسي للائتلاف كما هو الآن فليس هناك من أمل وهذا يفسر عدم تشكيل الحكومة حتى الآن فالثورة والشعب في واد و المعارضة السياسية بتشكيلاتها المعروفة في واد آخر.

إذا من يمثل الثورة السورية برأيك..؟
الثورة السورية يتيمة، وهو ما عبرت عنه منذ البداية الشعارات التى هتفت بها حناجر السوريين حين قالوا "يا الله ما لنا غيرك"، فهذه الثورة لا يمثلها إلا أهلها على الأرض الذين يواجهون بكل أشكال المواجهة السلمية والعسكرية، داخل وخارج سوريا.

إيران هل يمكن أن توجه غطاءها للشعب السوري بعد أن تجد أنه لا مناص من سقوط النظام..؟
سؤال متناقض منطقيا، فإيران هي جزء من المشكلة، وهي اختارت أن تكون مع النظام ليس في الشكل السياسي فحسب، لكن في الشكل العضوي، لتقدم له الدعم اللوجستي والخبرات والجنود وكل شيء. وإيران لا يمكن أن تتغير فمن يرسل القناصة، والجنود، والميزانيات لقتل الثوار لا أمل منه إطلاقا وهذا النظام هو معاد للشعب السوري وسيظل.

وفقا لهذا هل أنت مع التحليلات القائلة بأن هذه الحرب هي حرب شيعية تتخذ من الطائفية لواء لها..؟
الثوار السوريون لا يتبنون التحليل الطائفي الذي يحدث على الأرض على الرغم من أن النظام يحاول إشعال فتيل الحرب الأهلية والطائفية منذ البداية وصولا إلى المجازر الأخيرة التي لا يمكن وصفها إلا بأنها حرب تطهير طائفي.

الجريدة الرسمية