رئيس التحرير
عصام كامل

أضواء الشفق القطبي تنشط قبل الاعتدال الخريفي

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

أثبتت الدراسات استمرت 75 عامًا أن شهر سبتمبر يعد واحد من أكثر الشهور النشطة جيومغناطيسيًا في السنة، وهي نتيجة مباشرة لحدوث "شقوق الاعتدال".


ووفقا للجمعية الفلكية بجدة يبعد النصف الشمالي للكرة الأرضية عن الاعتدال الخريفي أسبوعين فقط وهذا يعني حدوث شقوق مؤقتة في المجال المغناطيسي للأرض.

وعرف الباحثون منذ فترة طويلة أنه خلال الأسابيع القريبة من الاعتدالين تتشكل شقوق في الغلاف المغناطيسي للأرض عندها يمكن للرياح الشمسية أن تتدفق خلال الثغرات لتحدث عندها أضواء الشفق القطبي ساطعة كما حدث ذلك في مدينة يلونايف الكندية.

ومن المعروف بأن الأرض محاطة بحقل قوة مغناطيسية عبارة عن فقاعة في الفضاء تسمى "الغلاف المغناطيسي" بعرض عشرات آلاف الأميال، وهذا الغلاف المغناطيسي من شأنه أن يحرف إبر البوصلة على سطح الأرض، وهو في غاية الأهمية حيث يعمل كدرع يحمي الأرض من العواصف الشمسية.

يذكر أن في الخامس والسادس من سبتمبر الجاري، سطعت أضواء الشفق القطبي في السماء طوال الليل مع ظهور مشرق للون الوردي بعد منتصف الليل بقليل، وهذه الألوان غير معتادة إلى حد ما، فمعظم الشفق القطبي يتوهج بلون أخضر ناتج عن الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس وتضرب ذرات الأكسجين على ارتفاع من 100 إلى 300 كيلو متر فوق سطح الأرض، أما اللون الوردي فهو يظهر عندما تنخفض الجسيمات المشحونة إلى ارتفاع غير معتاد وتضرب جزيئات النيتروجين على ارتفاع 100 كيلومتر أو أقل.

وأثناء العرض كان سيل ضعيف من الريح الشمسية يهب حول الأرض، وفي هذا الوقت من العام، حتى تدفق بسيط من الريح الشمسية يمكنه أن يخترق الدفاعات المغناطيسية لكوكب الأرض.

وتلك الظاهرة تسمى "تأثير راسيل - ماكفيرون" نسبة للباحثين الذين شرحوه لأول مرة، حيث يتم فتح "الشقوق" بواسطة الريح الشمسية نفسها نتيجة لتعارض الحقول المغناطيسية داخل الريح الشمسية مع المجال المغناطيسي للأرض، فالشمال والجنوب يلغي جزئيا بعضهم البعض ويفتح "صدع"، ويمكن أن يحدث هذا الإلغاء في أي وقت من السنة، لكنه يحدث بتأثير أكبر قرب الاعتدالين.

وتلك الشقوق لا تكشف سطح الأرض للريح الشمسية فالغلاف الجوي يحميه حتى عندما لا يقوم بذلك المجال المغناطيسي، علما بأن تأثير العواصف الشمسية يكون بشكل رئيسي في أعلى الغلاف الجوي وفي منطقة الفضاء حول الأرض حيث تدور الأقمار الصناعية.
الجريدة الرسمية