رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ شلتوت: إمام المسجد هو الواعظ والموجه

فضيلة الشيخ محمود
فضيلة الشيخ محمود شلتوت

مع حديث الشهر وفى حوار مع فضيلة الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر نشرته مجلة (المجتمع العربى) عام 1959.

وحول تطوير برامج الأزهر قال فضيلته: أن رسالة الأزهر رسالة ضخمة فهى ليست رسالة محلية، وليست وقفا على تنشيط الدراسة في بعض نواحى المعرفة الإنسانية العامة إنما هي رسالة تتجاوز ظاهر الحياة إلى باطنها وتتجاوز مجرد توصيل المعرفة إلى الفرد والجماعة إلى تنمية العلاقات بين الشعوب العربية والإسلامية عن طريق القلب والإيمان واللغة العربية والتاريخ المشترك.

وقد وطدت العزم أن شاء الله على أن يكون التخريج في الأزهر أساسه النظر العميق والاجتهاد العلمى الذي يكون الشخصية الفقهية الممتازة والشخصية الدينية التي تزدان بالعقيدة السليمة الخالية من شوائب البدع والتطرف.. أريد ثورة تصل بالعقلية الأزهرية إلى الفكر الإسلامي الأصيل مع ربطها بالحياة الواقعية التي يعيش فيها العالم اليوم.

سأله مندوب المجلة عن مهمة إمام المسجد فقال: إن إمام المسجد والواعظ والرائد الاجتماعى يجب أن يتقاربوا في المنهج وخطط العمل الذي يقومون به، ثم أنه من قال إن مهمة إمام المسجد تعبدية فقط خطأ في حين أن مهمته مهمة القائد والرائد والموجه والداعى والمرشد، وكلها مهام تحتاج إلى علم ومعرفة.. علم بأحوال الناس وأمراض المجتمع والدواء الذي يمكن أن يكون شافيا لأمراضه.. من هنا جاء حرصى على إنشاء معهد الدعوة.

ثم سأله مندوب المجلة عن شكل العلاقة بين الرجل والمرأة بعد خروج المرأة للعمل؟ فقال: الدين يعمل على تقوية أواصر المحبة والصداقة بين جميع أفراد المؤمنين، وكلها وسائل قوية للتعاون الصادق والبناء الخلقى الكريم ومتى تركوا الخلق الفاضل في نفوس أبناء الشعب كنا في مأمن من شر الاختلاط وفتنة الفوضى.

أما بالنسبة لسماع شبابنا إلى الموسيقى والغناء فقال: إن كل ما ينمى العاطفة ويهذب الوجدان أمر تبيحه الشريعة الإسلامية ولا تمنعه، ومن ذلك الأغانى رفيعة المستوى التي تدفع المجتمع إلى رقى خلقى والى تهذيب عاطفى أو إلى فكرة وطنية أو إلى ناحية من النواحى الدينية فكل ذلك جائز ومباح.

أما الأغانى التي تهبط بالمستوى وتحرك الشهوة وتقتل معنى الرجولة في شبابنا فذلك أمر لا يقبله العقل ولا تقره الشريعة. ويوم نريد الإصلاح الصحيح والتوجيه السليم يجب علينا أن ننخلع من الأغانى الخليعة الهابطة إلى أغان تمجد ما لنا من ماض وتوجه آمالنا إلى مستقبل باسم وتذكرنا بأيام المسلمين الأولى.

ولقد أباح الرسول عليه السلام للجوارى بالغناء يوم العيد، واستمعت إليهن عائشة رضى الله عنها.

الجريدة الرسمية