شدة الرياح ووقع النفاق
الكوبري العلوي "موراندي" في مدينة جنوا بإيطاليا انهار جزء من طوله يقدر بنحو مائة متر وسقط إلى أسفل نحو ثلاثين مترا، مما أدي إلى وفاة أربعين شخصا نتيجة سقوط السيارات أعلاه إلى الأرض بارتفاع نحو عشرة أدوار. وهذا الكوبري أنشئ سنة١٩٦٠ وكان عليه الدور لكي يتم إعادة تجديده لكن التقشف الحكومي عطل هذا التجديد.
وتقول التقارير إن سبب انهيار الكوبري هو عاصفة شديدة هبت على المدينة.. وإن الانهيار من جراء فشل إنشائي نتيجة للريح العاصف، وواضح أن الانهيار حدث في الجزء المعلق من الكوبري العلوي الذي يمر فوق نهر وخط سكة حديد وبعض المباني والطرق.
ويبدو لي أن الخطأ في التصميم الإنشائي الأصلي إذ لم يحتسب قوة الريح العاصف الذي حدث مؤخرا، كما لم يؤخذ في الحسبان عنصر الزمن، إذ إن الكوبرى عمره أكثر من خمسين عاما، ولَم يتوقع أن ضغط الريح سيكون بهذه القوة، خصوصا في تغير المناخ الذي بدأ يضرب الأرض، ويسبب كوارث في أنحاء المعمورة..
واقترح أن يقوم المهندسون الخبراء في دراسة هذا الأمر بكل التفاصيل الهندسية، خصوصا أن عندنا كباري علوية عديدة في أنحاء المحروسة، وأهمها كوبري ٦ أكتوبر العلوي منه جزء معلق، وقد تكون كوابل كوبري "موراندي" المنهار قد تعرضت لإجهاد أكثر مما تحتمل عند التصميم، كما أن كوبري ٦ أكتوبر معرض لما بسمي Impact مستمر جراء الفواصل الخاطئة، التي تأتي بسبب ضغط راسي على الكمرات والهيكل الحامل وكذلك على الكوابل الحاملة للجزء المعلق، ولا ننسي أن الكوبري عمره أكثر من خمسة وعشرين عاما.
لابد أن نعمل على صيانة كافة الكباري العلوية، ونداوم على مراجعة المواصفات الهندسية لتوائم الزمن والمستجدات لأجل المواطن وحمايته، ولو أن النفاق أشد وطأة وأكثر ضررا من الريح الصرصر العاتية، كما لابد أن ناخذ في الحسبان الجفاف والاحتباس الحراري وتأثيره على المياه والنَّاس والعباد.
"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" وصلى الله على كامل النور، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.