رئيس التحرير
عصام كامل

على أكبر ولايتي.. ظل خامنئي في السياسة الخارجية لإيران

على أكبر ولايتي
على أكبر ولايتي

كشفت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية عن الرجل الذي يدير سياسة إيران في الخارج، ليحل محل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والذي تضاءل دوره تدريجيا مؤخرا.


وأضافت الصحيفة أن على أكبر ولايتي مستشار السياسة الخارجية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله خامنئي، أصبحت له اليد العليا في اللعبة السياسية، واصفة إياه بأنه يدير السياسة بهدوء وفي الظل.

ودعت الصحيفة للنظر على تصريحات ولايتي داخل إيران وأثناء رحلاته المتكررة في المنطقة، مؤكدة أن التحدي الذي يواجهه الغرب هو ضرورة فهم طريقة ولايتي في التفكير.

وولايتي معروف بحفاظه الشديد على التقاليد، ورفضه للعادات والثقافة الأمريكية، وهو من تيار المحافظين المتشددين.

بوادر حياته السياسية
والتحق ولايتي بجامعة جونز هوبكنز بأمريكا في الستينيات ودرس الطب، وعلى عكس ظريف رفض في الغالب العادات والتقاليد الثقافية الأمريكية بدلًا من تقبلها.

وبعد الإطاحة بالشاه انضم ولايتي على الفور للحكومة، ليصبح وزير الخارجية الأطول خدمة في الجمهورية الإسلامية إذ شغل المنصب لمدة 16 سنة ابتداء من عام 1981، حتى 1997، ثم عيّنه خامنئي مستشارًا شخصيًا له في الشئون الدولية.

وذكرت الصحيفة أن ولايتي تخلى عن دوره كمستشار في عام 2013 للترشح للرئاسة، وخلال هذا السباق ظهرت ملامح معالمه السياسية للمرة الأولى في الرأي العام، حيث أيد إجراء محادثات مع الغرب، وعقد مفاوضات نووية مع الدول الأخرى، وهو ما قربه من الرئيس الحالي حسن روحاني.

ومنذ ذلك الوقت بات روحاني وولايتي وجهان لعملة واحدة، يدافعان عن بعضهما ضد المتشددين الذين عارضوا أي محادثات مع الغرب، وبعد انتصار روحاني في 2013، نبذ المتشددون ولايتي ووصفوه بأنه خائن، بسبب دعمه على نحو متزايد الإصلاحيين والمعتدلين.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، عين الرئيس السابق ولايتي رئيسًا لـ"مركز الأبحاث الإستراتيجية" الرائد في إيران، ومن هذا المنصب، دافع ولايتي بشكل بارز عن مفاوضات ظريف المباشرة مع الولايات المتحدة.

تغير المواقف
ولكن سريعا ما تغير موقف ولايتي، ففي السنوات الأخيرة، وفي أعقاب وفاة على أكبر رفسنجاني في عام 2017، تم اختيار ولايتي ليحل محله كرئيس مجلس أمناء جامعة آزاد الإسلامية وهي أكبر مؤسسة أكاديمية في البلاد وملاذ تقليدي للإصلاحيين.

وقام ولايتي على الفور بتنفيذ عملية تطهير وصرف معظم مسئولي الجامعة الذين كانوا موالين لرفسنجاني، ثم طرد قائمة طويلة من الأساتذة الإصلاحيين، على الرغم من الاحتجاجات العامة المتزايدة.

موقفه من المفاوضات النووية
وأوضحت الصحيفة أن موقف ولايتي من الصفقة النووية مع الغرب، تغير بعد انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، فبدأ بمقارنتها مع معاهدتين شهيرتين في القرن التاسع عشر، فأوضح أن الاتفاق النووي ليس لها نسخة فارسية، ورغم دعمه للصفقة إلا إنه يرفض التفاوض من موقف ضعف وسط العقوبات الدولية.

وقال : "فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة، قاموا بتقييد توفير المياه والخبز للناس بـخطة العمل الشاملة المشتركة وأغلقوا البلاد. لقد حقنوا الإحباط واليأس في المجتمع وأخبروهم أنه يجب علينا التفاوض لحل المشكلات”.
الجريدة الرسمية