ألغاز حادث السفارة والأسئلة المشروعة!
بعد عرض فيلم أمريكي يسيء للإسلام اشتعلت المظاهرات الغاضبة في عدد من مدن العالم ومن بينها القاهرة.. انطلقت المظاهرات إلى حدود السفارة الأمريكية تهتف ضد الولايات المتحدة وبعد انتهاء التظاهرات قررت أجهزة الأمن المصرية بطلب من السفارة الأمريكية تشديد إجراءات الأمن فتقرر زيادة ارتفاع السور من جهة ميدان "سيمون بوليفار" وهو السور الذي يظهر عند انفجار العبوة التي كان يحملها "أيمن عبد السميع" الذي ضبط أمس فضلا عن إغلاق أماكن أخرى بالمنطقة!
وحتى سنوات قريبة كانت السفارة الأمريكية بالقاهرة تحتل ترتيبا متقدما في ترتيب السفارات الأمريكية الكبيرة حتى بنيت السفارة الأمريكية بالعراق فاحتلت المركز الأول بلا منازع بل أكبر بعشرة أضعاف من أقرب سفارة إليها مساحتها تزيد عن مساحة جمهورية الفاتيكان وتصل إلى 6 أضعاف مساحة مقر الأمم المتحدة بنيويورك وتستطيع استيعاب 1000 موظف بإقامتهم إقامة مريحة ومرفهة!
لماذا نقول كل ما سبق؟ فبالقطع لا نحكي حواديت إنما نقوله لكي نشير إلى أهم شيء في ذلك كله وهو التأمين.. إذ إن تجارب وعداء الشعوب لأمريكا جعلها تضع أمن السفارات كأولوية قصوى.. وليست الحواجز الأسمنتية هي الإجراء الأخير بل هو إجراء احترازي لمنع التظاهرات والتسلل المباشر وكذلك منع الاقتحام بالسيارات المفخخة.
لكن تستخدم السفارات الأمريكية أحدث أجهزة كشف المتفجرات وهي الأولى في هذه الصناعة ولديها من الأجهزة ما يتفوق على الجهاز البريطاني إي دي إي 651 التي تنتجه شركة a t s c الإنجليزية القادر على كشف وجود المتفجرات ولو بكمية قليلة، وتؤكد الشركة بما في ذلك الأسلحة والذخيرة والمخدرات والبشر وتهريب المعادن والأوراق النقدية على مسافات تصل إلى 1 كيلو متر.. وتحت الأرض من خلال الجدران أو تحت الماء حتى من طائرات على ارتفاع يصل إلى مسافة 5 كيلو متر كاملة!
هذه الأنواع من الأجهزة تطورت كثيرا حتى إن أمريكا أهدت لنيجيريا قطعا منها لمواجهة بوكو حرام تسلمها في 2013 محمد أبو بكر مفتش عام الشرطة هناك.. بما يعني قدرتها على ضبط المتفجرات عن بعد فيما يسمى إجهاض العمليات قبل وقوعها.. عندما نضيف الكلاب البوليسية وقدرتها الفائقة على التعامل مع أي مواد متفجرة وعندما نعرف أن المتهم بعملية الأمس وصل إلى أقل من خمسين مترا من مبنى السفارة يحق لنا أن نسأل: هل كان بالفعل المتهم ذاهب إلى عمل ضد السفارة؟ وأين كان سينفذه ومن أي اتجاه؟ وأين كل هذه الأجهزة وكيف لم تعمل ولم تعط أي إنذار أو حتى أنذرت بالداخل ولم نر ضابط أمن واحدا من السفارة ينطلق للخارج للتعامل مع هدف عابر؟! باختصار ماذا يدبرون لبلادنا؟!
على كل حال الأمن المصري تعامل بشكل جيد، والمصريون أثبتوا يقظتهم والتحقيق في اعتقادنا سيفترض كل الافتراضات.. وهل كانت كمية المتفجرات ذاهبة إلى حيث تتجمع الكميات الصغيرة لتصنع عملا مجرما كبيرا؟! غدا ستكشف التحقيقات كل شيء!