رئيس التحرير
عصام كامل

شكلًا وموضوعًا !


جاء قرار الرئيس السيسي بإصلاح منظومة السكة الحديد إصلاحًا جذريًا ليثلج صدور الملايين، خاصة من يستقلون القطارات في تنقلاتهم اليومية، ومن المقرر أن ينتهي الجزء الأكبر منه في يونيو 2020، حيث قال الرئيس بكلمات قاطعة في مؤتمر الشباب إنه سيكون لدينا سكة حديد جديدة شكلًا وموضوعًا، ولن يقتصر إصلاحها على شراء أكبر أسطول عربات وجرارات فقط، بل يمتد ليشمل أيضًا تطوير الأرصفة والمحطات والمزلقانات وشبكة الاتصالات والإشارات. 


والأهم تدريب البشر وتطوير أدائهم فهم حجر الزاوية في نجاح أي عمل.. ولم يكتف الرئيس بذلك بل أعطى وعدًا قاطعًا بأنه لا زيادة في أسعار تعريفة ركوب القطارات من دون تحسين الخدمة بصورة ترضى المواطن إحقاقًا للعدالة والمساواة.

وفي رأيي أن السكة الحديد والطرق في مصر هي أم المشكلات المستعصية التي حصدت أرواحا بريئة كثيرة بلا هوادة توجع لها قلب مصر واهتز لها ضميرها.. فمن منا يمكنه أن ينسى حريق قطار الصعيد في العياط عام 2002 وهو الأسوأ في تاريخ السكة الحديد، ثاني أقدم سكة حديد في العالم، والذي حصد أرواح 350 راكبا وأصاب 90 آخرين بحروق خطيرة، وحوكم بسببه 11 مسئولًا في الهيئة بتهمة الإهمال، ناهيك عن إقالة وزير النقل الأسبق إبراهيم الدميري.

ثم جاء حادث اصطدام قطار بآخر نتيجة تجاوز السرعة المقررة والخطأ البشري مما أدى لوفاة 30 شخصًا وإصابة أكثر من 58 آخرين، وبسببه تقدم الوزير لطفي منصور باستقالته هو الآخر.. ثم جاءت من بعده فاجعة أطفال منفلوط 2012 وقت حكم الإخوان حين اصطدمت حافلة بقطار قادم من أسيوط لتزهق يد الإهمال دون رحمة أرواح 52 طفلا بأحد المعاهد الأزهرية.

السكة الحديد كانت وما زالت مصدر قلق لأي حكومة.. فهل آن الأوان لحل مشاكلها جذريًا ولتصبح لدينا سكة حديد بجد آمنة ومنتظمة.
الجريدة الرسمية