رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يُدبر ضد مصر بالضبط؟!


هذه المرة لم ينجحوا.. هذه المرة أحداث المنيا تم حصارها وأحيل من شاركوا فيها الجمعة الماضية إلى القضاء، وبالتالي فشلت محاولة التشويش على اختيار "مسيحية" كمحافظ لدمياط، وهو الاختيار الذي تسرب بشكل شبه مؤكد الثلاثاء، وبشكل مؤكد مساء الأربعاء وأقسمت اليمين الخميس!


البي بي سي البريطانية على خط الدهشة والتعليق أيضا على الاختيار السابق.. إلا أن المدهش أنه وبينما مصر تعلن عن الزيادة الملحوظة في أعداد السائحين والزيادة في دخل السياحة إذ بمجلة "فوربس" الأمريكية تصدر تقريرا عن "القاهرة" يصفها بأنها المدينة الأسوأ والأكثر تلوثا في العالم!

وزارة البيئة أحسنت صنعا بالرد أمس على الافتراء الأمريكي، وقالت في بيان طويل عريض كنا نتمنى أن يخلو من تعقيدات علمية لا يجيدها إلا المتخصصون، لكن سنكتفي بإعادة نشر السطور التالية منها لأهميتها، حيث قال البيان عن مقال الفوربس: "المقال بجانب ذكره لبيانات غير دقيقة عن جودة الهواء بالقاهرة، أغفل أن الوضع البيئي يتم تقييمه من خلال مجموعة مؤشرات وليس من خلال مؤشر واحد"..

وتعرض المواطن العادي يكون لكل المسببات والمكونات لملوثات البيئة وليس إحداها دون الأخرى، وهو ما يتم تنفيذه بدليل الأداء البيئي العالمي الذي يتم إعداده وإصداره بواسطة مركز التشريعات والسياسات البيئية التابع لجامعة ييل، ومركز شبكة معلومات علوم الأرض التابع لجامعة كولومبيا بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، ومركز الأبحاث المشتركة بالمفوضية الأوروبية والذي تقوم الفكرة الأساسية له على ترتيب الدول من حيث أدائها في الموضوعات والقضايا البيئية ذات الأولوية..

ويوضح التقرير تقدم ترتيب مصر على المستوى العالمي، وجاءت في المرتبة 66 على مستوى العالم في عام 2017 من بين 180 دولة شملها الدليل هذا العام مقارنة بحصولها على المرتبة 104 في عام 2016 محققًا تقدما قدره 38 مركزا!

انتهى الجزء المنقول من رد البيئة وبه درس محترم ومهذب عن الجهات المعنية بالدراسات البيئية، وتقدير المدن الأكثر تلوثا وهي بالمناسبة لمن لا يعرف بالترتيب من الأكثر تلوثا "سومجاييت بأذربيجان، ثم لنفن بالصين، ثم نانجينج الصين أيضا، ثم سكندا بالهند، تليها فابي بالهند أيضا، ثم لو ارويا ببييرو، ثم ديزيرجينسيك في روسيا، ثم نوريلسيك روسيا، أيضا ثم تشيرنوبيل باوكرانيا، وهي التي شهدت انفجار المفاعل النووي في 1986، ثم مدينة كابوي بزامبيا"!!

إذن لا القاهرة ولا أي مدينة مصرية في قائمة الأكثر تلوثا!! هل المعلومة لا تعرفها فوربس؟ هل فوربس التي تصل إلى تفاصيل أثرياء العالم، وهي غالبا سرية لا تعرف المدن الأكثر تلوثا وهي معروفة وعلنية؟ أم أنهم يعرفون أن تقرير مثل ذلك قادر على إرباك حال السياحة إلى مصر؟ والسؤال الاهم: هل تزامن الأحداث صدفة؟

بالقطع لا.. وللحديث بقية.
الجريدة الرسمية