رئيس التحرير
عصام كامل

صحفيون ومتحرشون!


التحرش داخل بلاط صاحبة الجلالة ليس جديدًا أو أمرًا مفاجئًا.. التاريخ حافل بالكثير من حكايات التحرش داخل بلاط صاحبة الجلالة، وهذه الحكايات يتداولها الصحفيون جيلا بعد جيل.. بل إن هناك صدامات ونزاعات تمخضت عن وقائع وحوادث التحرش ما زال يتذكرها الصحفيون العواجيز أمثالي، وأثارت دهشتهم في حينه.


وسبب الدهشة أننا- معشر الصحفيين- ومعنا قطاع كبير من المواطنين ينظرون إلى مهنة الصحافة باعتبارها مهنة جليلة عظيمة، وأطلقوا عليها مهنة البحث عن الحقيقة والتصدي للفساد وكشف الأخطاء والخطايا، ومن يمارسها يجب أن يتحلى بالخلق الرفيع وأن يتسم بالنزاهة، ويتعين أن يكون نموذجا يحتذى به، من خلال ترجمة كلماته التي يخطها بقلمه إلى سلوك قويم يلتزم به في حياته وعلاقاته مع زملائه وزميلاتها.

غير أننا نحن- معشر الصحفيين- بشر ولسنا ملائكة، ولذلك من الطبيعي أن يرتكب البعض منا الأخطاء وأن يقعوا في أسر الخطايا.. وتاريخ صاحبة الجلالة في مصر لا يخلو من حدوث ذلك.. ثم لماذا ندهش لتورط البعض منا في حوادث تحرش بالزميلات، ونحن نرى البعض منا باع وما زال يبيع قلمه أو يرهنه لمن يدفع أكثر، سواء كان لصاحب سلطة أو صاحب مال.. من يفرط في كلمة يفرط في كل شيء.. فمن يفعل ذلك لا يحرص على احترامه لنفسه فكيف سيكون حريصًا على احترام زميلاته؟!

ما يجب أن ندهش له ليس حدوث وقائع أو حوادث تحرش داخل بلاط صاحبة الجلالة.. فهذا ليس جديدا علينا نحن معشر الصحفيين ويمكننا أن نروى العديد من حكاوى التحرش الفجة والصارخة لم تقتصر على صغار أو شباب الصحفيين، وإنما تورط فيها صحفيون كبار، منهم من كانوا ملاكا لصحف أو كانوا يتولون إدارتها.. وهذه الحكاوي يلوكها بألسنتهم صحفيون في جلساتهم الخاصة، ويتندرون بها ويسخرون من مرتكبيها.. وهى حكاوى مستمرة ولا تتوقف للأسف الشديد.

إنما الذي يجب أن نندهش له هو سكوت نقابتنا على هذه الحوادث المثيرة للاستفزاز.. إن النقابات العمالية والمهنية، ومنها نقابة الصحفيين، أقيمت للدفاع عن مصالح وحقوق أعضائها.. ومن حقوق الزميلات الصحفيات أن يمارسن عملهن في أمن وأمان وطمأنينة، بدون أن يتعرض لهن أحد أو يتحرش بهن أحد..

كما أن من مهام أي نقابة، ومنها نقابة الصحفيين، محاسبة أعضائها الذين يرتكبون أخطاء مهنية، والتحرش بالزميلات ليس مجرد خطأ مهني عادي وإنما هو من الخطايا الكبيرة، التي يتعين ألا تمر بدون حساب أو عقاب إذا ثبتت صحتها.
الجريدة الرسمية