ما نريده من الصين
عندما تذكر الصين يتبادر إلى الذهن فورا أنها صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أمريكا، وأنها في سبيلها لأن تصبح قريبا الاقتصاد الأول في العالم.. ولذلك نحن نعول عليها الكثير في زيادة صادراتنا إليها، وفى الاستفادة من استثماراتها ومستثمريها، ومن سائحيها الذين بدأوا يتدفقون بالفعل علينا مؤخرا، والاستفادة أيضا من التكنولوجيا الصينية التي أحرزت تقدما ملحوظا، في ظل بخل أمريكا والغرب في توفير ما لديها من تكنولوجيا للدول النامية.
وكل ذلك صحيح وحقيقى.. غير أننى أرى أن هناك ما هو أهم من كل ذلك يمكن الاستفادة به من الصين، وهو تجربتها المميزة في علاج الفقر وحماية الفقراء وانتشالهم من فقرهم.. لقد وضعت الإدارة الصينية قبل خمس سنوات مضت هدفا إستراتيجيا يقضى بإنقاذ نحو مليار مواطن صيني من الفقر.. ولقد صار للصين تجربة مميزة في هذا الصدد يمكننا الاستفادة منها، خاصة بعد أن استهدفت الخطة الاقتصادية في مصر لأول مرة تخفيض من يعيشون تحت خط الفقر من 28،5 في المائة الآن إلى 24،5 في المائة عام 2022.
وكما تساعدنا الصين الآن في مشروع القطار المكهرب، وبناء الحي الإداري بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبرنامج الفضاء المصرى، فيمكنها أن تساعدنا بالخبرات التي تراكمت لديها في التصدى للفقر وحماية الفقراء.. ويمكننا أن نبرم معها اتفاقا أو أكثر في هذا المجال، يتيح لكوادر مصرية التدريب في الصين، ويتيح لخبراء صينيين تقديم المشورة اللازمة إلينا..
إن الصين تمد يدها بالتعاون إلينا وتقدر دور مصر في منطقتها وتحتفظ قيادتها باحترام خاص للرئيس السيسي، وكل ذلك يشجعنا على أن نطلب منها مساعدتنا في مجال محاربة الفقر أيضا، وبالتأكيد لن تبخل علينا الصين بتلك المساعدة.