وزير للقمامة!
أخشى أن يأتي علينا وقت نطالب فيه بتعيين وزير مختص لأمور القمامة ونظافة الشوارع، التي تكدست فيها القمامة الآن، وإذا تم إزالتها ليلا تعود لتَتكدس صباحا وطوال اليوم.. فقد أخفقنا حتى الآن في حل هذه المشكلة القديمة التي زادت حدتها منذ القرار الذي اتخذته حكومة نظيف بالتخلص من الخنازير، خشية انتشار إنفلونزا الطيور، الأمر الذي أدى إلى ابتلائنا بظاهرة الفَرازة الذين يفرزون القمامة في الشوارع لينتقوا منها ما يبيعونه، ويتركون ما لا يباع.
نعم لدينا منذ سنوات وزيرا للبيئة، والآن وزيرة، لكن يبدو أن مشكلة القمامة لا تلقى الاهتمام الكافي من وزارة البيئة، في ظل كثرة مشكلات البيئة.. نسمع كثيرا عن خطط ومشاريع لحل مشكلة القمامة، ولا يتجاوز الأمر مجرد الكلام، بينما القمامة تتكدس في الشوارع في شكل أكوام كبيرة، بعضها يوجد أمام المدارس!.. ويشترك في ذلك كل مناطقنا الشعبية منها وما تسمى بالراقية!
ومع كل تعديل وزاري نسمع الكلام المتكرر ذاته، عن دراسة منظومة جديدة للنظافة وحل مشكلة القمامة.. وبعد تشكيل حكومة مدبولي زاد الحديث ليتضمن تفصيلات أكثر حول هذه المنظومة الجديدة للنظافة، بما فيها فرض رسوم جديدة لها، والطريقة التي سيتم تحصيلها بها، ومع ذلك لم يحدث شيء في الواقع..
وما زالت القمامة تتحدى الجميع، رغم أن هذه المشكلة صارت تساوي في حجمها مشكلة البيروقراطية التي باتت قدرا لا فكاك لنا منه وجعلتنا كما قال عبد الناصر في الستينيات نفشل في إدارة قصر العيني، رغم نجاحنا في إدارة السد العالي!