رئيس التحرير
عصام كامل

أهلًا بالبطاطس!


جميع الحيل الانتخابية مارسها الإخوان، وارتكبوا المخالفات بجميع أشكالها وألوانها، وكان أحدثها "النطاعة" التى ظهرت فى الاستفتاء غير الشرعى على المشروع غير الدستورى، إذ كان الإخوانى يدلى بصوته، ثم يعود إلى طابور المستفتين ويتصدره ولا يتحرَّك، ويبدأ فى الحديث بأن الطابور لا يتحرك، ويشيع الملل بين الناس فينصرفون، من دون تصويتهم بـ"لا"، أما إذا استشعر موافقتهم فيفسح لهم المجال للتصويت بـ"نعم".

ولأن استعدادات الإخوان تجرى على قدم وساق للفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان فى الانتخابات التى تجرى بعد أسابيع قليلة، فقد امتلأت مخازنهم بأكياس السكر وزجاجات الزيت وأجولة البطاطس، لتوزيعها على الفقراء بهدف شراء أصواتهم بعد توزيعهم عشرات آلاف البطاطين لذات الغرض فى المناطق العشوائية والقرى الأشد فقرًا وحرمانًا واحتياجًا.
وبالطبع استعد الإخوان بمبالغ طائلة، وهى ضرورة للورقة الدوارة، إذ يعطون الناخب بطاقة اقتراع مختومة وبها علامة "صح" أمام اسم المرشح الإخوانى، ويعطون الناخب مبلغًا ماليًّا قد يكون خمسين جنيهًا أو مئة جنيه، على أن يضع الورقة فى الصندوق ويقوم بتسليمهم الورقة التى أخذها من القاضى المشرف على اللجنة الانتخابية.
وبعد تدنّى شعبية الإخوان فى الشارع المصرى نتيجة عمليات التزوير الفادح والفاضح التى شابت الاستفتاء الأخير، فعدد كبير من المواطنين قرروا قبول الزيت والسكر والبطاطس من الإخوان والتصويت للقوى الوطنية المعادية لجماعة حنث اليمين ونقض العهود والوعود، مَن يتبنون نظرية المؤامرة التى يصدعون رؤوسنا بها آناء الليل وأطراف النهار، بداية من مندوب مكتب الإرشاد فى قصر الاتحادية وانتهاء بأصغر إخوانى، وبالطبع سوف تكون المؤامرة حقيقية هذه المرة بقلى بطاطس الإخوان بزيتهم والتحلية بسكرهم، والتصويت لغيرهم.

تعيشوا وتاخدوا غيرها!

الجريدة الرسمية