أنا وكامل وأباظة و«السر» داخل مسجد عمر مكرم!
في ذكريات كل منا أيام ومواقف لا تنسى بمرور الزمن لأنها تعتبر علامة فاصلة في حياتنا.. وأنا باعتباري كنت أسبح ضد التيار بمفردي لسنوات طويلة ومريرة رافضا معاونة القريب قبل الغريب بعد أن خذلني الكثيرون فقد كانت المواقف التي غيرت مجري حياتي بمثابة مصابيح لا يمكن أن تنطفئ عنها الأنوار مهما مر عليها الزمان.. وعصام كامل رئيس تحرير جريدة وبوابة فيتو كان أحد أبرز هذه المصابيح..
تذكرت مساء أمس داخل مسجد عمر مكرم بالتحرير أهم بداية لهذا المصباح (عصام كامل).. حيث كنت أعمل في نادي الشمس لفترة طويلة وفجأة وجدت المهندس محمد أباظة يخبرني بأنه سيتصل بالأستاذ عصام كامل مدير تحرير الأحرار وقتها ليقول له إنه سيقدم له "هدية" صحفية خاصة اسمها محمد الجبالي..
وكان رد عصام كامل وقتها.. الأحرار مكتفية بمن فيها ولا حاجة لأي صحفي جديد ولكن من أجل عيون المهندس محمد أباظة ابعتلي محمد الجبالي بكرة الساعة 3 عصرا.. وبالفعل ذهبت إلى مدير تحرير الأحرار عصام كامل في الموعد.. وكانت هي البداية.. استقبال أكثر من رائع.. أخذني في يده ونزل بي في الدور الأرضي وسلمني وقتها للأستاذ شوقي حامد رئيس قسم الرياضة وقال له: "جايبلك هدية يا كابتن شوقي.. شوف وقولي رأيك"..
وقد كانت والحمد لله هذه المقابلة بمثابة بداية جديدة في حياتي الصحفية والمهنية.
الكشف عن هذا السر الذي لم يذع من قبل ضرورية وهذه المقدمة كانت ضرورية للتأكيد بالدليل والبرهان بأن ما شاهدناه مساء أمس من حب وود داخل مسجد عمر مكرم من الجميع ونحن نتلقى عزاء الحاج صلاح شقيق الأستاذ الإنسان الجميل عصام كامل ليس بجديد على إنسان أبسط ما يقال عنه "جدع وابن بلد وصاحب صاحبوه"، قبل أن يكون أستاذ ورئيس قسم في بلاط صاحبة الجلالة.
وإذا تحدثت عن مواقف الرجولة مع هذا الأستاذ والإنسان الجميل فربما أحتاج إلى وقت طويل ومساحات أكبر حتى يمكن أن أعطيه حقه الذي يستحقه.
ورغم الحالة النفسية التي يمر بها فقد ظهر متماسكا مستقبلا ضيوفه الكثر الذين توافدوا من كل الجهات بكل ثبات وكأنه يريد أن يقول إننا ليس أمامنا سوى الثبات أمام اختبارات المولى عز وجل لأننا جميعا راحلون.. عصام كامل.. إنسان بدرجة صديق مخلص وأخ عزيز وإنسان جميل وأحد أهم رواد الرجولة في هذا الزمن.. رحم الله الحاج صلاح شقيق الأستاذ عصام كامل وأسكنه أن شاء الله فسيح جناته.. وألهم أهله الصبر والسلوان.