رئيس التحرير
عصام كامل

لحظة رحيل سيادته!


ربما كانت الآية القرآنية الكريمة التي تصف حال الكثيرين من المحافظين وهم يغادرون مواقعهم هي قوله تعالى "يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي".. كثيرون للأسف لا يتذكرون تلك اللحظة إلا عند وصولهم إليها.. أو للدقة وصولها إليهم.. قبل ذلك حتى بساعات يصمون آذانهم عن النصيحة.. يرفضون رؤية الحقيقة أو الاستماع إليها أو حتى فرض فرضية بأصغر نسبة ممكنة تقول إنهم على غير صواب وإنهم يسيرون في الطريق الخطأ.. لكنهم لا يفعلون!


هكذا غادر أكثر من ثلثي محافظي مصر مواقعهم.. ولا يغادر موقعه من الوظيفة العامة إلا من يطلب ذلك بنفسه لأسباب صحية أو غيرها أو من قالت تقارير الأجهزة الرقابية إنه لا يصلح.. وقالت الأجهزة أخيرا إن أكثر من ثلثي المحافظين في مصر لا يصلحون.. كم مرة قلنا ذلك قبلهم الفترة الماضية؟

صحيح كل شيء بأوان وليس مطلوبا ولا منطقيا أن يتم إجراء تعديل محافظين عقب كل مقال، إنما نقول ذلك لنحيي القراء الأعزاء ممن دعمونا الفترة الماضية وفرقوا بين من ينتقد ويهاجم لأسباب عامة موضوعية ورغبة في كشف المهمل والفاسد من أجل حياة أفضل لشعب مصر وتمثيل أفضل للقيادة السياسية.. بين كل ذلك وبين غيرهم ممن يرغبون في الهدم والتدمير والسعي لإحراج الرئيس السيسي بشخصه!

نتذكر الآن أحد المحافظين وقد انتقدناه بعنف قبل رمضان الماضي (ليس محافظ أسيوط الذي انتقدناه أيضا بعنف قبل أسبوعين) وصادف أن التقيناه بقاعات المؤتمر في يوم نشر المقال بالمؤتمر الخامس للشباب وظن ـ وبعض الظن إثم ـ أننا سنخجل مما كتبناه لكن قلنا له حرفيا: "ادعو الصحفيين أبناء المقيمين بالمحافظة فلديهم كلام كتير جدا" قال ليحصل على وقت للتفكير "تقصد مندوبي الصحف بالمحافظة"!

قلت ساخرا من ذكائه المحدود: "يا فندم هؤلاء أمام سيادتك كل يوم.. أقول الصحفيين المقيمين في المحافظة فلديهم ملاحظات عديدة أعتقد أنه لا يمكن السكوت عليها ومن المهم أن سيادتك تعرفها"!

وكانت آخر فرصة لإنقاذ المحافظة من الفوضى التي تضربها وإنقاذ مستقبله هو نفسه وقد تفرغ للهمبكة والظهور الإعلامي.. متوهما أنه صاحب الأداء الأفضل.. ومن الطبيعي أن يكون اليوم خارج مجلس المحافظين!

تحية لمن لم يجاملوا أحد وأشرفوا على أكبر حركة محافظين في تاريخ البلاد.. وكل التحيه لمن أدوا واجبهم بإخلاص فاستحقوا الثقة كل مرة!
الجريدة الرسمية