الإخوان و«تصنيع» أسطورة سيد قطب!
وهذا أحد المشاهد التي زورها الإخوان ككل مشاهد تاريخ مصر.. وللأسف الشديد انتصر إعلام الإخوان على مصر كلها وظلت أكاذيبهم عن سيد قطب "كله" وليلة تنفيذ حكم إعدامه الذي يصادف اليوم 29 أغسطس ذكراه الـ 53 هي الأقوي حتى إن الكثيرين من كارهي الجماعة وخصومها يرددونها.
فمثلا.. لا سيد قطب كان بريئا وتم تلفيق الاتهام له بل على العكس تماما لم ينكر هو ولا الذين معه الاتهامات وجاءت ـ فيما بعد ـ اعترافات أعضاء التنظيم ممن حصلوا على أحكام بالسجن ليرووا بعد الإفراج عنهم بقرار من الرئيس السادات قصة تنظيمهم وكيف خططوا وماذا قرروا ولماذا فشلوا.
ولا سيد قطب رفض تقديم طلب للعفو عنه الذي كما قالوا كذبا كان شرطا للإفراج عنه.. وأوهموا الناس أنه ظل بطلا للنهاية لم يركع ولم يحن رأسه لأحد ولم يكن ذلك صحيحا بل الصحيح أن الدولة وقتها رفضت كل الضغوط وكل المناشدات بعدم تنفيذ حكم الإعدام والإفراج عنه!
ولا سيد قطب تم تعذيبه في السجن كما يقولون.. بل ألف "في ظلال القرآن" كاملا في السجن وهو عمل شاق يحتاج إلى تفرغ ويحتاج إلى أوراق وأقلام وفيما يبدو أنه تم توفيرها بالكامل له!
ولا سيد قطب هو مكتشف نجيب محفوظ الذي كان معروفا وقتها وله عدد من الأعمال المهمة.. وكل القصة أنه أشاد في إحدى مقالاته برواية "كفاح طيبة" وهي العمل الثالث لمحفوظ حيث سبقها عبث الأقدار عام 1939 ورادوبيس عام 1943 ثم كانت كفاح طيبة عام 1944 وتوالت بعدها الأعمال المهمة لأهم روائي عربي فكانت القاهرة الجديدة عام 1945 ثم خان الخليلي عام 1946 ثم زقاق المدق عام 1947 والسراب 1948 وبداية ونهاية 1949.
ولذلك فرق كبير بين الإشادة بكاتب أو حتى لفت الأنظار إليه وبين اكنتشافه.. لكن هكذا الإخوان.. وهكذا يستحق من يصدقهم!