روسيا وأمريكا.. إلى أين؟!
راهنت روسيا على ترامب لإصلاح العلاقات مع أمريكا وتحسينها.. ولكن حدث العكس.. أمريكا في عهد ترامب فرضت مرتين عقوبات اقتصادية واتخذت إجراءات دبلوماسية ضد روسيا.. ولم يمنع ذلك لقاءات المسئولين في البلدين وعلى رأسهم ترامب وبوتين..
وأخيرا بعد أن فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية جديدة ضد موسكو أعلن الروس أنهم يحتفظون بحق الرد، وهم قطعا سوف يردون على هذه العقوبات.. وها هى ملامح الرد الروسى تبدو في الأفق، ولا تقتصر فقط على الرد اقتصاديا كما تفعل الصين، وإنما يشمل الرد إجراءات عسكرية أيضا..
حيث تتجه روسيا لإجراء أكبر مناورات عسكرية سوف تستخدم فيها أسلحة كما وصفها الروس لا تقهر.. وهذه المناورات سوف يشترك فيها الصين، الأمر الذي يشى باحتمال العودة إلى سباق التسلّح بين روسيا وأمريكا بخطوات متسارعة، وهو أمر سيكون مكلفا للطرفين بالطبع، وقد لا يرغب فيه ترامب المهتم بتركيز جهده على الاقتصاد لتحسينه.
وإذا أضفنا إلى ذلك القلق الذي يعترف الأمريكان من الصعود الصيني اقتصاديا وأيضًا عسكريا وإستراتيجيا، فإننا إزاء حرب باردة جديدة تهدد العالم.. بل إن هذه الحرب الباردة سوف تشهد حروبا ساخنة في مناطق شتى من العالم.. وفى مقدمة هذه المناطق منطقتنا العربية بالطبع التي تعانى من الصراعات العديدة..
فليس متصورا في إطار ما آلت إليه خريطة توازنات القوى العالمية الآن أن تتلقى روسيا أو الصين الضربات من أمريكا بدون رد.. ولعل ذلك ما يزعج أوروبا وتخشاه، لأنها ستدفع ثمنه هي الأخرى.