رئيس التحرير
عصام كامل

البابا والشباب.. أحلام بطريرك يزعجها هجوم المتمردين

 البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى

"حلمي أن أجمع شباب الكنيسة في كل العالم".. هكذا تطلع قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى وحدة شباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتعميق علاقتهم بالكنيسة الأم، مهما ابتعدوا عن حدود تواجدها.


منذ أن وصل قداسة البابا تواضروس الثانى، إلى سدة الكرسي المرقسي وهو يحلم بجمع الشباب وربطهم بالكنيسة الأرثوذكسية: "أحد الأحلام التي كنت أحلم بها منذ أن وضع الله علينا هذه المسئولية، هي كيف نجمع شبابنا وشاباتنا الذين هم مستقبل الكنيسة في كل مكان وليس في مصر فقط ولكن كل العالم فهم مستقبل الكنيسة والأوطان والدول والمجتمعات وكان هذا الحلم يقف أمامه عقبات كثيرة ولكن اليوم بفضل الصلوات الكثيرة سمح الله لهذا الحلم أن يتحقق وإن كان يتحقق بصورة مصغرة".

البابا تواضروس يولي اهتمام خاص بالشباب، حيث يرى فيهم مستقبل الكنيسة والوطن أيضا: «الكنيسة من أولى المؤسسات التي تولي اهتماما كبيرا بالشباب روحيا وفكريا وعمليا، كما يوجد في كل كنيسة من الكنائس المصرية -سواء في مصر أو خارجها- خدمة للشباب تضم اجتماعات من أجل تنشئتهم وتهيئتهم، وفي عام ١٩٨٩ أسست الكنيسة القبطية أسقفية خاصة بالشباب، واهتمت بكل مجالات الشباب من مؤتمرات وكورسات متخصصة في الحوار وبناء الوعي والعلاقات الإستراتيجية وتهتم بكل أنشطتهم طوال العام».

ويرى البابا أن الشباب يحتاج إلى تنشئته على جميع المستويات، كما يحتاج إلى التعليم التكويني وليس التلقيني، وترسيخ الهوية، ويعتبر أن عدم وجود قادة شباب لهم مواصفات خاصة هي المشكلة الرئيسية لدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يؤكد على أن الكنيسة في حاجه إلى شباب لهم القدرة على الحوار الجيد والإقناع بالتفكير العلمي، فالشباب كُثر، لكن القادة الشباب نادرون، والحوار على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب في هبوط مستوى اللغة ومفرداتها لذلك نحتاج إلى قادة يتكلمون ويتحاورون ومن المهم أن تكون مهمتهم الإقناع عن طريق معطيات الزمن الحال.

احلام البابا تواضروس للشباب لا تتوقف، وكان ملتقى "عودة إلى الجذور"، الذي جمع أكثر من 200 شاب قبطي من 5 قارات، هو بداية الطريق التي رسمها البطريرك لجمع شباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المهجر.

وافتتح البابا تواضروس الثانى، السبت الماضي، أول ملتقى للشباب القبطي من قارات العالم الخمس، تحت عنوان: "الأسبوع العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية.. عودة إلى الجذور". في مركز "لوجوس" البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

ويعد الملتقى الذي يأتي بعنوان "عودة إلى الجذور" هو التجمع الأول من نوعه لشباب الأقباط من جميع أنحاء العالم، ويتضمن برنامجه بالإضافة إلى الجانب الروحي جوانب ثقافية وسياحية في معالم مصر المميزة.

ووسط الألفة التي شهدتها العلاقة بين الشباب سواء في المهجر أو الداخل، والبابا تواضروس، إلا أن المتمردين يقلقون أحلام البطريرك، اذ ظهر منتقدين كثر لأسلوب إدارته لحادث مقتل الأنبا ايبفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار في وادي النطرون.

الهجوم على البطريرك لا يتوقف منك توليه المنصب، وسعى كثيرا إلى احتواء المعارضين سواء بالحوار والترغيب، حتى أنه وصل إلى التهديد في بعض الأحيان، وهو ما يجعل طريقة تعامله مع المعارضة غامض بعض الشيء، فمرات نشاهده يرحب بالمعارضين ويجتمع معهم، ومرات أخرى نجده يتوعد، حتى أنه حذر قائلا «باب السماء هيتقفل في وش المعارضين».

البابا قبل إغلاقه صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، كان يتابع تدوينات شباب الكنيسة سواء المعارضين أو المؤيدين،-حسب ما أعلن في حوار تليفزيوني-، وهو ما يظهر اهتمامه الخاص بمتطلباتهم، ورغبته في التوافق مع أفكارهم.
الجريدة الرسمية