رئيس التحرير
عصام كامل

بين النصح والتدريب.. كيف تتعامل الكنيسة مع القضية السكانية؟

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

دائما ما تكون الكنيسة رقما فاعلا في المعادلة الوطنية، تبحر في القضايا الاجتماعية من منطلق وطني دون تكليف، ولعل القضية السكانية أحد أهم الأزمات التي تسعى الكنيسة إلى المساهمة في حلها، رغم أن موقفها غير واضح، ويرجع إلى قناعات شخصية للكهنة والقساوسة، وليس اتجاها عاما.


في كلية البابا شنودة الثالث الإكليريكية بشبرا الخيمة، يدرس الطلبة مادة بعنوان «تنظيم الأسرة من وجهة نظر إلهية»، وتتطرق إلى أسئلة من نوعية «رأى المسيحية في تنظيم الأسرة، وهل هذا تدخل في إرادة الله؟ أو معارضة للطبيعة الإنسانية؟، وهل في التناسل بلا حدود نوع من تجربة الله؟ وما الموقف من الآية «ما يزرعه الإنسان إياه يحصد».

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعلم أبناءها أن تنظيم الأسرة وإنجابها للأطفال يكون حسب ظروفها الاقتصادية والاجتماعية، وحسب قدرتها على القيام بمسئوليتها نحو رعاية الأبناء روحيا واقتصاديا واجتماعيا، حتى يتم تربية هؤلاء الأطفال تربية صالحة، وأن وعى الاسرة بمسئوليتها تجاه أبنائها أمر ضرورى، وهذا هو جوهر قضية تنظيم الأسرة بالكنيسة التي تشدد على أن أهم الأسباب التي تجعل مبدأ تنظيم الأسرة مقبولا هو الانفجار السكانى الذي يهدد مستقبل البلاد، ويجعل للكنيسة دورا وطنيا في التصدى لهذه المشكلة التي تهدد بنسف كل المشروعات والاقتصاد القومى.

فيما كان يرى البابا الراحل شنودة الثالث أن تنظيم الأسرة ضرورة اجتماعية واقتصادية، ولا مجال للخيار في هذه المسألة، وأوضح أن المسيحية ليست معارضة، ولكنها تؤيد وتنادى بتنظيم الأسرة، خاصة في ظل زيادة السكان بالطريقة التي تمثل خطورة، مشيرا إلى أن الأسرة المسيحية تتتبع نظام تنظيم الأسرة بشكل جيد.

التصريحات ليست وحدها للتعبير عن موقف الكنيسة من القضية السكانية، فقد نظم المركز القبطى الأرثوذكسى للإرشاد الكنسى والمشورة، دورات تدريبية توعوية، تناولت الحياة الأسرية، ودور الزوجات في استقرار المنزل والأسرة، وخطورة زيادة عدد أفراد الأسرة على الأعباء الاقتصادية التي تتحملها الأسرة.

وقال القس بولس سرور، كاهن كنيسة مارجرجس جزيرة بدران بشبرا، إن الكنيسة تنادى منذ زمن بعيد بتنظيم الأسرة، مستندة على أقوال السيد المسيح: «من أراد أن يبنى برجا فلا يجلس أولا»، مضيفا أن الإنجيل ذكر أيضا «لا تشته كثرة الأولاد الذين لا خير فيهم، ولا تفرح بكثرتهم إن لم تكن فيهم مخافة الرب».

الكنيسة الإنجيلية أيضا لها أيضا دورا فاعلا فيما يتعلق بالقضية السكانية، ولكن من خلال نقاشات ودورات وحوارات مجتمعية، هدفها التوصل إلى آلية للتعامل مع هذه القضية، حيث نظم منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ندوة حول القضية السكانية، بمشاركة رجال دين وأكاديميين.

وقال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، أن القضية السكانية، لا تقل أهمية عن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، التي تعد أحد أكبر التحديات التي تواجه مصر، وهو الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود من أجل تفعيل الإستراتيجية الوطنية للسكان.
الجريدة الرسمية