شجاعة نحتاجها
لأننا نفتقد كثيرا الشجاعة في الكثير من مجالات حياتنا المختلفة الرسمية وغير الرسمية، فإننا يجب أن نحتفي بشجاعة تكررت مرتين الأيام القليلة الماضية في مجتمعنا.. المرة الأولى التي سارع فيها طارق عامر ليرفض الكشف عن سرية الحسابات في البنوك المصرية، ورفض أي تعديل للقانون يبيح الكشف عن هذه السرية لمواجهة المتهربين من الضرائب كما نسب لرئيس مصلحة الضرائب..
وهذه شجاعة تذكرنا بشجاعة المصرفي القدير الدكتور فاروق العقدة في مواجهة الدكتور يوسف غالي بطرس غالي عندما حاول التدخل في عمل البنك المركزي، وقد حمت شجاعة محافظ البنك المركزي الاقتصاد المصري من أخطار جمة، أقلها كانت تكالب المودعين على سحب أموالهم في البنوك وتردد المستثمرين الأجانب على الاستثمار في مصر.
أما المرة الثانية التي فرحنا بها بالشجاعة فقد كانت أمس عندما أصدر الأزهر وشيخه الجليل الدكتور أحمد الطيب بيانا مهما للغاية يتصدى فيه لجريمة مجتمعية مؤرقة لنا، هي جريمة التحرش بالفتيات والنساء في الشوارع والأماكن العامة.. فالبيان لم يكتف فقط بإدانة هذه الجريمة ومرتكبيها، إنما طالب بانتفاضة مجتمعية، رسمية وشعبية، ضد مرتكبيها وللتخلص منها..
أما أهم ما تضمنه البيان وينطق بالشجاعة الكبيرة فهو رفض تحميل ذلك الحديث السخيف الذي يقول به البعض ويتساوى به في المسئولية بين المتحرش والمتحرش بهن.. فهو يقول بوضوح إن سلوك وملابس الفتيات والسيدات لا يبرر ارتكاب هذا الفعل الشنيع والمحرم دينيا.. وهذا هو الفهم الصحيح والسليم للدين الذي غاب عنا ويُنبهنا بشجاعة الأزهر له.