رئيس التحرير
عصام كامل

عودة إلى الجذور.. كيف تعيد الكنيسة أبناءها في المهجر؟

 البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى

يحلم قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، منذ أن وصل إلى الكرسي المرقسي، بجمع شباب الكنيسة من مختلف دول العالم، حيث يرى فيهم مستقبل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.


وطالما شجع البابا تواضروس شباب الكنيسة في بلاد المهجر على زيارة الأديرة، ونظم العديد من المؤتمرات في مصر، كما حثهم على التعرف على تقاليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، من خلال سير الآباء والقديسين، وتاريخ الكنيسة.

وفي سبيل التواصل بين الكنيسة وشبابها في الخارج، نظمت الكنيسة الأسبوع العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية، بعنوان "عودة إلى الجذور"، حيث شهد مركز لوجوس البابوي بوادي النطرون، وصول الشباب القبطي من جميع أنحاء العالم.

ويعد الملتقى الذي يأتي بعنوان "عودة إلى الجذور" هو التجمع الأول من نوعه لشباب الأقباط من جميع أنحاء العالم، ويتضمن برنامجه بالإضافة إلى الجانب الروحي جوانب ثقافية وسياحية في معالم مصر المميزة، وكان في استقبالهم قداسة البابا تواضروس، ويشارك في الملتقى عدد من أساقفة الكنيسة.

في بداية الملتقى عرضت فقرة استعراضية شبابية بعنوان "نورت مصر" تضمنت لقاء مع قداسة البابا تواضروس قال خلالها: "تاريخنا يمتد ٧ آلاف سنة ولدينا جغرافيا غير متحققة في العالم كله"، كما استعرض قداسته تاريخ البذور الخمس لإنشاء كنائس قبطية خارج مصر.

كما أكد القس رافائيل ثروت مسئول اللجنة المنظمة لملتقى الشباب العالمي، أن الملتقى يعتبر حدثا فريدا لأنه يقام للمرة الأولى في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويجمع ٢٠٠ من شباب الكنيسة القبطية من المهاجرين بـ ٣٠ دولة من ٥ من قارات العالم كله تحت شعار "عودة للجذور".

وعن مناسبة إقامة الملتقى قال القس رافائيل إن عام ٢٠١٨ تحتفل الكنيسة القبطية بالعديد من المناسبات منها الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس مدارس الأحد، والمناسبة الثانية مرور ٥٠ عاما على ظهور أمنا العذراء بالزيتون والمناسبة الثالثة مرور ٥٠ سنة على وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بيد البابا كيرلس السادس، إلى جانب وتوجد مناسبة رابعة وهى مرور ٥٠ سنة على هجرة الأقباط من مصر وبداية تأسيس الكنائس خارج مصر. 

وأوضح أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لديها نحو ٣٣ أسقفا خارج مصر في أكثر من ٥٠ دولة في كل قارات العالم.

وعن أهداف الملتقى قال القس رافائيل: لدينا ثلاثة أهداف من هذا اللقاء، الهدف الأول: عودة للجذور بتعميق علاقات الشباب بجذورهم الكنسية. والهدف الثاني: الفرح بجذورنا الروحية وجذورنا الكنسية وجذورنا المصرية والوطنية.والهدف الثالث: أن نسمع الشباب لأنهم المستقبل.

فيما ألقت الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، كلمة مسجلة قالت فيها "هذا الأسبوع يعد خطوة هامة لربط شبابنا من الجيلين الثاني والثالث المقيمين بالخارج بجذورهم في وطنهم".

واستهلت السفيرة نبيلة مكرم كلمتها بالترحيب بالشباب الحاضرين لفعاليات المؤتمر من مختلف أنحاء العالم، معربة عن سعادتها بانعقاده خاصة بعد أن أعلن القائمون على تنظيمه بأنه مستوحى من فكرة مؤتمر إحياء الجذور الذي نظمته وزارة الهجرة بمدينة الإسكندرية في أبريل الماضي.

وأوضحت وزيرة الهجرة أن هذا الأسبوع يعد خطوة هامة لربط شبابنا من الجيلين الثاني والثالث المقيمين بالخارج بجذورهم في وطنهم، وذلك من خلال المحاضرات والندوات والزيارات واللقاءات مع بعض الرموز المصرية التي تتضمنها فعاليات الأسبوع العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدة أن أقوى شريحة لتوصيل الرسالة والأخبار بشكل صحيح عن مصر هم أبناء الجيلين الثاني والثالث، الذين يعيشون في الخارج ويتحدثون نفس اللغة والثقافة.

وأكدت الوزيرة أن هذا الأسبوع سيكون له أثره الإيجابي في نفوس هؤلاء الشباب وكل من سيتابعون هذا.

البابا تواضروس الثانى قال عن المؤتمر إنه "أحد الأحلام التي كنت أحلم بها منذ أن وضع الله علينا هذه المسئولية وهى " كيف نجمع شبابنا وشباتنا الذين هم مستقبل الكنيسة في كل مكان وليس في مصر فقط ولكن كل العالم فهم مستقبل الكنيسة والأوطان والدول والمجتمعات وكان هذا الحلم يقف أمامه عقبات كثيرة ولكن اليوم بفضل الصلوات الكثيرة سمح الله لهذا الحلم أن يتحقق وإن كان يتحقق بصورة مصغرة".

وأضاف" هدف أيضًا هذا اللقاء أن يكون في تواصل دائم بين شابنا في الجيل الثاني والثالث والجيل الأول الذي خرج من مصر ويبقى دائمًا ارتباطهم بالكنيسة الأم والكنيسة في امتدادها تعمل كأنها أم بالحقيقة وهذه الأم دائمًا تبحث عن أبنائها ومن مصر مثل ما رأينا في جميع العروض المسرحية التي قدمت مصر هي سيدة الحضارة وهى التي قدمت الحضارة للعالم كله ومن هذه الحضارة كانت الحضارة المسيحية ممثلة في الكنيسة المصرية الوطنية ولذلك لنا افتخار كبير جدًا وليس في مصر فقط بل في كل العالم بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية بتاريخها بإيمانها بتراثها بقديسينها بألحانها بكل ما فيها من قامات في الإيمان واللاهوت والاستشهاد والنسك والرهبنة وفى الرعاية والكرازة هذه هي الكنيسة القبطية نحن عندما نجتمع مع كل شبابنا من مصر وخارجها نحن نجتمع مع كل المستقبل وعندما نرى وجوهكم أنتم الشباب والشابات نرى مستقبل الكنيسة الرائع وتطمئن قلوبنا دائمًا على أن الكنيسة كما نتعلم فيها من جيل إلى جيل أنتم أيها الشباب مستقبل الكنيسة".

حضر اللقاء رجل الأعمال نجيب ساويرس، وتحدث خلال فقرة "شخصيات عاشت ونجحت في مصر"، وكرمه عقب اللقاء قداسة البابا تواضروس الثانى، ومنحه هدية تذكارية.،فيما حرص الشباب على التقاط الصور التذكارية معه.

ونظم مركز السفينة للإبداع التابع لكنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف النجار بسموحة، بالإسكندرية ٢٠ ورشة عمل فنية إبداعية متنوعة ضمن فعاليات اليوم الأول لملتقى الشباب العالمي الذي يعقد حاليًا ولمدة أسبوع بمركز لوجوس البابوي بوادي النطرون.
الجريدة الرسمية