رئيس التحرير
عصام كامل

شهادة أبو هاشم.. والوثيقة الأمريكية!


لعل شهادة الإخواني المنشق والقاضي السابق عماد أبو هاشم من خلال حواره التليفزيوني في قناة صدى البلد عن حقيقة وفضحه لجرائمها.. ثم ما جاء بالوثيقة الأمريكية الجديدة التي خرجت من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تقول بجرأة شديدة ووضوح تام "إن الإخوان جماعة متشددة، انبثقت عنها كل الحركات المتطرفة"..


كما أكد عدد كبير من الدراسات والوثائق خرج أخيرًا صحة وجهة النظر المصرية فيما يخص الجماعة الإرهابية وانتهاجها للعنف والتشدد، وتتحدث عن الحيل التي يلجأ إليها المتشددون لبث أفكارهم المسمومة في المجتمع، ومنها الطرق التي يتبعها التنظيم الإرهابي في تجنيد أتباعه وبناء قواعده عبر اختراق المدارس والجامعات والنقابات والاتحادات الطلابية ومصالح الخدمات.

الوثيقة الأمريكية أكدت أيضًا أن الجماعة أخرجت آلاف المتشددين الذين تورطوا في عمليات إرهابية عنيفة، وأن جميع التنظيمات الراديكالية المتشددة نهلت من كتابات سيد قطب الذي تحول إلى مرجع ديني التف حوله المتشددون.. أشارت الوثيقة أيضًا إلى الدور الخطير الذي لعبه الشيخ القرضاوي بين صفوف الجماعة لنشر أفكارها الخبيثة والهدامة.

ما قاله المستشار "هاشم" المنشق عن جماعة الأخيرة وما أظهرته الوثيقة الأمريكية الأخيرة، ناهيك عن حيثيات محاكمات الإخوان وما تأكد عبر التاريخ من أحداث ووقائع ونتائج تؤكد كلها بما لا يدع مجالًا للشك أن نهج الإخوان لم يتغير منذ تأسست تلك الجماعة عام 1928 على يد مرشدها حسن البنا؛ إذ دارت الجماعة في فلك السلطة أيًا ما تكن طبيعتها وشخوصها، وتكيفت مع كل حكام مصر، وانتهجت تكنيكا مراوغًا يتقارب مع الحكم في العلن وينتهج في الخفاء مسلكًا انتهازيًا متآمرًا يعلى صالح التنظيم ويعادى مصالح الدولة ولا يعترف بالولاء لها..

فعلوا ذلك في عهد الملك فاروق ولم يختلف الحال مع عبدالناصر ورفاقه من قادة ثورة يوليو ثم قربهم السادات حتى اغتالته شرذمة من أتباع التيار المتطرف ثم هادنهم مبارك ولم يسلم هو الآخر من انتهازيتهم حين ركبوا غضبة الشباب في 25 يناير 2011 التي قفزوا من خلالها على الحكم بدعم أمريكي قطري تركي..

واختطفوا مصر لحساب مشروع وهمي رفضه شعبها الذي لم يلبث أن خرج ثائرًا ضد حكمهم في 30 يونيو بعد استشعاره الخطر على هويته ووحدة أراضيه التي استباحها محور الشر بمخطط خبيث كان يرمي لهدم أركان الدولة وتفكيك أعمدتها الرئيسية من جيش وشرطة وقضاء وإعلام، وهو المخطط الذي تصدى له الجيش تحت قيادة المشير السيسي وزير الدفاع آنذاك الذي منع اندلاع حرب أهلية، رافضا مؤامرات الخيانة وبيع الأوطان.

ثمانون عامًا وربما أكثر وتنظيم الإخوان الإرهابيين يعمل بكل ما أوتى من قوة لتقسيم الشعب المصري وتشويه ثقافته وطمس هويته.. فهل يمكن بعد كل ذلك أن يأتي من يدعو للتصالح مع ذئاب تنهش في هوية هذا البلد.. وكيف نأمن لهم إذا عاشوا بيننا مرة أخرى.

انتبهوا يا سادة فخطر الإخوان ما زال قائمًا.
الجريدة الرسمية