ماكين الذي فقدته أمريكا
جون ماكين بالنسبة للأمريكان هو سيناتور جمهوري مهم معارض لترامب وسياساته، والمرشح السابق في الانتخابات الرئاسية الذي هزمه أوباما، والعسكري السابق الذي أسر في فيتنام.. ولكنه بالنسبة لنا في مصر هو الرجل الذي أشرف لعدة سنوات على المعهد الجمهوري الذي كان أحد المنظمات الأمريكية التي عملت في بلادنا بدون موافقة لتوفير تمويل سرى لبعض المنظمات والجمعيات الأهلية..
وهذا المعهد تم إنشاؤه كمنظمة مجتمع مدني، وهو تابع للحزب الجمهورى، رغم أن المجتمع المدنى لا يمارس العمل السياسي الذي يستهدف الوصول إلى السلطة، والأهم يعد هذا المعهد أحد أذرع منظمة الوقف الديمقراطي الأمريكى التي أنشأها الأمريكان لتكون بديلا للمخابرات المركزية الأمريكية في توفير التمويل للحركات والمنظمات في شتى الدول التي تسعى أمريكا لإحداث تغيير سياسي فيها، بينما كان الذراع الآخر المهم هو المعهد الديمقراطي التابع للحزب الديمقراطي.
وقد زار ماكين مصر إبان أزمة احتجاز المتهمين الأمريكيين في قضية التمويل الأجنبى السرى ومنعهم من السفر بقرار من المحكمة التي كانت تحاكمهم، وفى سبيل السماح لهم بالسفر إلى أمريكا التقى ماكين بقيادات الإخوان الذين كانوا يسيطرون وقتها على البرلمان ويتأهبون للسيطرة على الحكم، وكان في مقدمتهم خيرت الشاطر.. وعندما ظفر ماكين بما جاء من أجله وجه الشكر علنا للإخوان..
المثير أن سيناتور آخر زار مصر أيضا في هذا التوقيت، ولكنه ديمقراطى وهو السيناتور كيرى، قبل أن يصبح وزيرا للخارجية الأمريكية، وفى هذه الزيارة منح الإخوان موافقة أمريكا على أن يخوضوا انتخابات الرئاسة المصرية التي جرت عام ٢٠١٢.. وهكذا جمع الإخوان ما بين دعم الحزبين، الجمهوري والديمقراطي!