شهيد التحرش!
"من قتل دون أهله فهو شهيد"، هذه بشرى سماوية إلهية لمن يفقد حياته ثمنا لرد العدوان عن أهله وعرضه.. لكن السؤال: ماذا يحدث في الشارع المصري؟ ماذا يحدث في المجتمع كله؟! ما كل هذا الارتباك والاضطراب فيه؟.. قتل أبناء وقتل أزواج وزوجات بل وقتل أمهات وآباء واختطاف أطفال وسطو علني وسرقات بالإكراه وعدوان علني على حقوق الآخرين من أراض وغيرها وانتحار وهروب من الأسر وأخذ الحقوق بالذراع والقوة بعيدا عن القانون!
ومع ذلك.. حتى اللحظة.. لم نعرف ولم نسمع أي دعوة وجهت من أي جهة لبحث الأمر ودراسته!.. لا المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ولا وزارة التضامن ولا مجالس الأمومة والطفولة والمرأة ولا كليات الخدمة الاجتماعية ولا أقسام الاجتماع بأي كلية تتبع أي جامعة في مصر عامة أو خاصة ولا أي أقسام الطب النفسي بأي كليه من كليات الطب في أي جامعة في بلادنا!
ما هذا الذي يجري؟ وما كل هذه الفوضى؟ وما كل هذا الإهمال في معالجة الفوضى؟! متى يتحرك كل هؤلاء إذن؟
على كل حال.. في الحلول السريعة تبدو الشواطئ في حاجة إلى تأمين أكثر من ذلك.. فلا غرقى يتم إنقاذهم ولا متحرش بهم يتم إغاثتهم.. والتفتيش على إجراءات الأمن والتأمين باتت ضرورة قصوى.. وإلى حين يحدث ذلك ولظاهرة غياب روح التضامن الجماعي والاجتماعي حتى إن الكثيرين يتفرجون على المشاجرات دون التدخل وتوجيه اللوم للمخطئ لردعه ولا لإنقاذ المجني عليهم رغم أن القانون المستمد من الشريعة يحمي المدافع عن عرضه ويحمي من يحميه..
بل يوفر الإسلام ـ كما جاء في روضة الطالبين وعمدة المفتين للامام النووي وغيره ـ حماية لغير المسلمين وغير أبناء البلد ويضمن عرضهم وأرواحهم وأموالهم ويحمي من يحميها.. إلا أننا ـ فئات من شعبنا ـ لا نعمل بماء جاء بالدين ولا نلتزم بما جاء بالقانون ولم يتبق من الشهامة إلا القليل!
رحم الله شهيد الدفاع عن عرضه وزوجته أمس بالعجمي.. على يد مجرم سيئ السلوك والخلق والتربية والخاتمة!
الرحمة يا الله..