«كوانج» في القاهرة.. درس فيتنام!
رئيس فيتنام في القاهرة اليوم.. فيتنام التي كتب لها أحمد فؤاد نجم وغنى لها الشيخ إمام "يا فلسطينية فيتنام عليكو البشارة.. والنصرة طالعة من تحت ميت ألف غارة"، ليسجل ببيت صغير واحدة من أكبر جرائم أمريكا في التاريخ حيث عشرين عاما من العدوان المباشر على بلد صغير..
عشرون عاما لم تتوقف الغارات، وهجوم أكبر حشد أمريكي في حرب حديثة بلغ 185 ألف ضابط وجندي انتهى الأمر بمليون وربع مليون ضحية و3 ملايين جريح و13 مليون مشرد ودمار كامل في كل شارع بفيتام.. وانتهى الأمر بهزيمة الأمريكان بـ57 ألف قتيل والإفراج عن 157 ألف أسير، وتحولت الهزيمة إلى عقدة حاولت أمريكا التعامل معها من خلال سلسلة أفلام "رامبو" لـ"سيلفيستر ستالوني" أملا في رفع معنويات الجيش الأمريكي ومحو الأمر من ذاكرته ومن تاريخه.. ورغم فارق الخسائر فإن العالم كله يعتبر أن أمريكا هزمت هناك، لأن الهزيمة في الأصل للإرادة!
في مصر ربما خسائر تصل إلى أقل من 5 % من خسائر الفيتنامية وحروب انتهت قبل توقف الحرب في فيتنام التي انتهت مع أمريكا وبدأت مع غيرها، ومع ذلك نجد أنفسنا في 5 يونيو كل عام ولا تمر مناسبة إلا ويسخر البعض من نكسة 67 وبعضهم يحتفل بها مع الإسرائيليين، من بعض الإعلاميين (رشا نبيل وعمرو أديب) كمثال، وبعض الأقلام والكتبة (صلاح منتصر) مثلا، في زفة سنوية خبيثة وشريرة وكأننا نريد توريثها لكل الأجيال!
فيتنام قلبت الصفحة.. بل ومزقتها.. والآن تشهد بالتخطيط انطلاقة كبرى، حتى إن التبادل التجاري لها مع مصر يميل لمصلحتها، وآن الأوان أن يعود لمصلحة مصر أو يتوازن على الأقل!
فيتنام علاقات ممتدة كأول دول في المنطقة نقيم معها علاقات عام 58، وتحولت إلى عضو فاعل في حركة عدم الانحياز وتحالف عبد الناصر مع بطل فيتنام الزعيم "هوشي منه"، واليوم نعيد وصل ما انقطع وبانطلاقة كبيرة نتمنى أن تؤتي ثمارها، إلا أن دراسة التجربة كلها واجب وضرورة!
أهلا بـ"تران داي كوانج" الرئيس الفيتنامي بالقاهرة!