بجاتو والجماعة.. ما الذى تغير؟!
يطالبنا المستشار حاتم بجاتو بألا نحاسبه سوى على أعماله منذ تم اختياره وزيرا لشئون المجالس النيابية فى حكومة الجماعة.
مما يعنى تجاهل الاتهامات التى لا زالت تلاحق اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بتزوير الانتخابات، وقد كان أبرز رموزها والمتحدث الرسمى باسمها، وألا نبحث عن تفسير لتقييد مواقفه السابقة الرافضة لمحاولات الجماعة النيل من استقلالية القضاء ثم قبوله منصب الوزارة.
ما يطالبنا به الوزير المستشار أمر يفوق قدرات المواطنين الذين طالما أثار إعجابهم بمواقفه المبدئية، والآن يطالبهم بتجميد ذاكرتهم عن مشهد أداء اليمين أمام الرئيس القادم من صفوف الجماعة، دعوة الوزير المستشار تعنى أن نلغى عقولنا، وأن نتقبل ما وصفه البعض بأن المستشارة تهانى فى الجبالى زادت الأمر غموضا عندما أعلنت أنها لم تفاجأ بتعيين الرجل وزيرا فى حكومة الإخوان.
هل كانت الجبالى تقصد أن ما يتردد عن صلات قوية تربط الرجل بالجماعة، يخرج عن دائرة الشائعات إلى الحقائق، مما دفع تيار الاستقلال إلى تقديم بلاغ عاجل للنائب العام بشأن اختياره وزيرا فى حكومة مرسى، وهو من كان مسئولا فى لجنة الانتخابات الرئاسية التى أتت به رئيسا للجمهورية.
إذا لم تكن الشائعات صحيحة، فما الذى دفع الرجل إلى تغيير مواقفه الرافضة لتجاوزات القضاة منذ حصارها للمحكمة الدستورية العليا، مما دفع الجماعة إلى استهدافه باعتباره عدوها اللدود؟.
موقف الإخوان من القضاء لم يتغير، والإعداد لمذبحة القضاة يجرى على قدم وساق، وحصار مقار المحاكم مستمر، والنائب العام يمارس عمله رغم أحكام القضاء باستبعاده، ورجال القانون الذين ساندوا الرئيس ينفضون من حوله، المستشار محمود مكى أبرز المساندين للرئيس القادم من صفوف الجماعة، كان أول المستقيلين من منصب نائب رئيس الجمهورية، ويرفض تعيينه سفيرا فى الفاتيكان التى فسرت بأنها مكافأة خدماته للرئاسة.
المستشار أحمد مكى وزير العدل السابق، أعلن أنه لن يكون شاهدا على مذبحة القضاة، وقدم استقالته.
المستشار القانونى للرئيس وأقرب رجاله المخلصين محمد فؤاد جاد الله تقدم باستقالة مسببة اعتراضا على «محاولات اغتيال السلطة القضائية والنيل من استقلالها».
لا شيء تغير فى موقف الإخوان من مؤسسة القضاء، ولكن موقفهم من بجاتو تغير، فبعد أن وصف بأنه «ترزى قوانين المخلوع»، أصبح حسب تصريحات القطب الإخوانى عصام العريان «قيمة كبيرة لمجلس الشورى».
موقف بجاتو من الجماعة يتبدل أيضا من موقع الخصم اللدود إلى وزير يحلف اليمين أمام رئيس قادم من صفوف الإخوان ويقول له: «شكرا يا باشا»!..
«الفزورة» لم تحل بعد، لكن محاولات حلها لن تتوقف!..
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية..